تمكنت مجموعة من الشباب السعودي من كسر حاجز الخجل في العمل بالمهن الفندقية، واستطاعوا تحويل النظرة السلبية التي تحاط حول هذا المجال “كخدمة” إلى نظرة إيجابية معتبرينها “الوظيفة” ثقافة حديثة و“برستيج” للعمل في المجال السياحي. واستطاع عدد من أبناء الباحة الانخراط في الأعمال الفندقية، وذلك بعد أن وجهت الهيئة العامة للسياحة والآثار بوصلتها صوب الشباب بهدف خلق فرص عمل لهم، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بتنمية الشباب. كما وفر القطاع مئات الفرص السنوية للشباب السعودي في تلك المهنة. ويقول خالد الغامدي “موظف استقبال”: انخرطت في العمل بأحد الفنادق بمدينة الباحة، حيث انني متخرج في كلية السياحة والفندقة، وأتيح لي من خلال الوظيفة التعامل مع زوار المنطقة والسائحين وكذلك رجال الاعمال، خاصة أن الباحة مدينة سياحية ووجدت العمل في الفنادق فرصة، وثقافة، كما أنها برستيج من خلال التعامل مع الشخصيات المرموقة. ويشير نواف الحارثي «موظف الاستقبال” إلى أنه يعمل منذ عام واكتسب خلال تلك الفترة خبرة في هذا المجال، مؤكدا أنه تمكن من تطوير نفسه. ويشاركه الرأي عبدالعزيز “موظف في الفندق” قائلا: إنه انخرط في العمل الفندقي منذ فترة التطبيق بقسم السياحة والفندقة وذلك اثناء الدراسة، إذ إن الطالب يخضع للتدريب على التعامل مع النزلاء. وأضاف: وجدت التدريب فرصة للالتحاق بالعمل الفندقي وخاصة أننا نتعامل مع السائحين والوفود والإشراف على طريقة تنظيم الاجتماعات وعقد المؤتمرات والتعامل مع الوفود السياحية. وهذا الامر يجعل من الشخص مؤهلا للتعامل مع نوعيات خاصة من الزوار. عبدالكريم الزهراني “متدرب” يقول: إن العمل في الفنادق فرصة للمتخرجين في الاقسام المتخصصة في الفندقة، حيث إنها ملاذ آمن للعمل، كما انها تفرز مناخا من التعامل الراقي وكذلك تنمية الثقافة عبر التواصل مع فئات المجتمع التي تأتي من جميع المناطق، وينصح الزهراني الشباب بالالتحاق في هذا العمل الذي يبشر بمستقبل واعد. ويقول ناصر العامري”موظف”: ان كثيرا من الشباب لهم تجربة ناجحة في مجال العمل الفندقي، حيث وجدوا انفسهم يتطورون يوما بعد يوم، وذلك من خلال التعامل وصقل أنفسهم، حيث يشعرون بمعنويات عالية من خلال اللابرس المميز والتعامل مع الاخرين. ويقول سعد الزهراني: أصبحت هناك أقسام وكليات عديدة متخصصة في مجال الفندقة وتوفر الوظائف في مجال الضيافة. ويقول أحد المختصين في المجال الفندقي: إن الشباب الذين انخرطوا في العمل الفندقي يعكسون صورة راقية للتعامل المميز مع جميع النزلاء، كما انهم لفتوا الانتباه بالثقافة والمنظر الذي يوحي بحبهم للعمل. كما أن إنشاء الكليات المتخصصة للسياحة والفندقة دليل على حرص الهيئة العامة للسياحة والآثار، والاستفادة من الشباب في الانخراط في المجال الفندقي كما أن وجود قسم للفندقة في الباحة يأتي نظرا لأهمية الباحة كمنطقة سياحية. وفي ذات السياق أشار تقرير من مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن عدد الوظائف المباشرة في قطاع السياحة بلغ (491) ألفا في نهاية عام 1431ه، منهم 128 الف سعودي يمثلون ما نسبته (26%) من إجمالي العاملين، وهي نسبة تمثل نحو ثلاثة أضعاف نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص بصفة عامة، التي تبلغ (9.9%).