يعتبر الأطباء أن إيجابية المريض تأتي من عدة زوايا أولها معرفته لطبيعة مرضه بما يتناسب وثقافته واستعداده وكل يمكنه من أن يفهم مرضه بالقدر المناسب، والمهم أن يكون هناك قدر من المعرفة لحجم المشكلة والخيارات المتاحة لعلاجها، وتأتي هذه المعرفة من خلال استفسارات المريض وسؤاله لطبيبه أو غيره من الأطباء، غير أن المشكلة أن عددًا من المرضى سلبيون لا يسألون ولا يتفاعلون. هل المريض مؤهل وحول سؤال عن كون المريض ليس مؤهلًا للتدخل في عمل الطبيب وقراراته حول اختيار الأسلوب العلاجي يجيب الدكتور أحمد دماس الغامدي بقوله: إننا عندما نطالب بتفاعل المريض وإيجابيته لا نقصد تدخله المباشر في اختيار أسلوب العلاج ولا يعني إقحامه في التفاصيل الفنية المعقدة ولكن يمكن للمريض من خلال هذا الأمر فهم حالته بشكل جيد ومعرفة الخيارات المتاحة وإيجابيات وسلبيات كل خيار حتى وإن كان المريض عجوزًا فلابد وأن له من ذويه من يساعده وبالتالي فإن مشاركة المريض قد تساعد الطبيب على الاختيار من خلال ما يدلي به من معلومات ومن خلال استعداده لأسلوب العلاج فربما ذكر المريض بعض المعلومات البسيطة التي لا يراها مهمة ولكنها يمكن أن تغير مجرى خطة العلاج تمامًا وتجعل من الخيار الأفضل آخر الخيارات التي يمكن العمل بها. أساليب إيجابية ولكن ما هي الأساليب التي تساعد المريض كي يكون إيجابيًا مع طبيبه؟ يقول الدكتور الغامدي: إنه من الطبيعي أن يتردد المريض على أكثر من مستشفى وفي أكثر من منطقة ولذلك فإن من الأمور البسيطة التي يمكن إجراؤها من قبل المريض الاحتفاظ بملف خاص له يضع فيه التقارير التي تعطى له خاصة بعد التنويم وبعد العمليات الجراحية وكذلك الاحتفاظ بنتائج الأشعة والتحاليل وهذه الأمور في غاية الأهمية وتقدم للطبيب خدمة كبيرة في معرفة التاريخ المرضي خاصة إذا كانت حالة المريض مزمنة وكان الطبيب يراه بشكل عرضي. وهناك قائمة مهمة ينبغي للمريض اصطحابها وتدوينها في جواله أو مذكراته تتعلق بالأدوية التي يتناولها محددة بجراعاتها ومقاديرها وتوقيتها والفترات التي استخدم فيها هذه الأدوية.