أكد الدكتور عبدالله قربان تركستاني مدير مركز أبحاث الأقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز أن البحث في الاقتصاد الإسلامي يواجه عدة معوقات أساسية، تتمثل في خاصية التأهيل اللازمة للباحث الجيد إذ يتطلب الأمر من الباحث أن يجيد عدة علوم لكي يقدم بحثًا نوعيًا في مجال الاقتصاد الإسلامي، وبالأخص في علم الاقتصاد وعلم الشريعة، بالإضافة إلى انشغال الكثير من الباحثين وخاصة الجيدين منهم بأحد فروع الاقتصاد الإسلامي الأساسية وهو التمويل الإسلامي، فترى الحراك البحثي صاخبًا هنا وتجده هادئًا جدًا في مجال الوقف والزكاة والاقتصاد على سبيل المثال، كذلك تركيز جهود بناء التمويل الإسلامي لدى القطاع الخاص وغياب البنوك المركزية لدعم هذا البناء تمثل إحدى معوقات البحث في الاقتصاد الإسلامي، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الإسلامي ومبادئه تعتبر قديمة، لكن تطبيقاته المعاصرة حديثة جدًا. وأكد الدكتور الداغستاني أن مبادئه تحتاج إلى إعادة إحياء من جديد سواء على المستوى التطبيقي أو البحثي التنظيري، وبذلك تتضح الأهمية القصوى للبحث العلمي في مجال الاقتصاد الإسلامي في كل جانب من جوانبه وأبعاده المتعددة، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ماسة ونقص شديد في بحوث الاقتصاد الإسلامي كمًا وتندر البحوث النوعية بها. وحول أعداد الباحثين أكد د. تركستاني أن أعدادهم قليلة، والحاجة ماسة إلى المزيد، وخاصة الباحثين النوعيين والجادين، مشيرًا إلى أن علم الاقتصاد الإسلامي يعتبر في مرحلة التأسيس ويحتاج إلى باحثين أصحاب رسالة سامية يقبلون التضحية ببعض المغريات لنيل شرف المساهمة في تأسيس هذا العلم الجديد الاقتصاد الإسلامي، مؤكدًا أن ذلك دفع العديد من المؤسسات للتنافس فيما بينها لاستقطاب الباحثين والمتخصصين في مجالات الاقتصاد الإسلامي. وأوضح د.تركستاني أن مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بالجامعة يعتبر أول مؤسسة بحثية تهتم بهذا العلم في هذا العصر والذي تم إنشاؤه في عام 1397ه، مشيرًا إلى أن له الفضل في جمع شتات الكثير من الجهود الفردية المبعثرة في الاقتصاد الإسلامي قبل ذلك التاريخ، وذلك عبر المساهمة مع العديد من المؤسسات في بناء هذا العلم الجديد القديم، مؤكدًا أن للمركز مساهمات عدة للسعي في تطوير البحوث النوعية وعمل شراكات بحثية مع جامعات ومؤسسات تعليمية مميزة عالمية مثل جامعة السوربون الفرنسية العريقة، حيث تضمن ذلك إنشاء كرسي لدراسة الأخلاق والتمويل بجامعة المؤسس بهدف نشر مبادئ الاقتصاد والتمويل الإسلامي وكذلك الإفادة من المنهجية البحثية الرصينة لتلك الجامعة في إصدار بحوث تدفع بالمزيد من المؤسسات التي تدار وفق مبادئ الاقتصاد الإسلامي والتي تتشارك في أجزاء كثيرة منها مع القيم الأخلاقية في الثقافات الأخرى، كما يقوم مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بتوفير البيئة البحثية الملائمة لباحثيه لإنجاز بحوث تتميز بالأصالة والمعاصرة من خلال قنوات عدة مثل مجلته العلمية المحكمة واللقاءات العلمية الأسبوعية «حوار الأربعاء» والندوات والمؤتمرات المختلفة أضف إلى ذلك المكتبة المتخصصة والتي تتمتع بالفرادة من حيث عدد الكتب والبحوث والدوريات التي تجتمع في مكان واحد يسهل على الباحث الإفادة منها.