أعلن الدكتور عبدالله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام المكلف للشؤون الثقافية والمشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب أن الوزارة تستعد حاليًا وفور اختتام فعاليات معرض الرياض لتنظيم الملتقى الثاني للمثقفين الذي من المرجح أن يقام في شهر يونيو المقبل إضافة إلى الملتقى الرابع للأدباء وسوف تحظى المناسبتان برعاية ملكية كريمة. كما أعلن الجاسر في لقائه المفتوح مع المثقفين وضيوف معرض الرياض للكتاب ضمن فعاليات المقهى الثقافي الذي يديره الإعلامي محمد عابس، أن معرض الرياض تم اعتماد موعد إقامته سنوياً بشكل رسمي في الثالث من شهر من كل عام، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة والإعلام ستعمل على تنفيذ أفكار جديدة في النسخ المقبلة من المعرض تحمل مزيداً من التنوع وتتضمن التركيز على اختيار ضيف شرف يتجاوز مجرد الحضور الرمزي ليكون مرتكزاً رئيسياً في المعرض ويساهم بقوة في دعم البرنامج الثقافي. لقاء الدكتور الجاسر بالمثقفين وضيوف المعرض شهد مداخلات صريحة متصلة بتجربة تنظيم المعرض، وأبرز الملاحظات والمقترحات التي تكفل تطويره في النسخ المقبلة، إضافة إلى نقاش تناول عددًا من الموضوعات التي تخص الأندية الأدبية والجمعيات والفعاليات الثقافية. وتداخل في الحوار الفتوح كل من: أحمد الحربي رئيس نادي جازان الأدبي الذي اعتبر أن معرض الكتاب نجح في هذا العام متمنياً أن يحرص على تعزيز هذا النجاح من خلال الاهتمام أكثر باختيار ضيف الشرف واقترح أن يصاحب فعاليات المعرض في العام المقبل عرض مسرحي وأن تشهد فعاليات المقهى الثقافي التي سجلت تميزاً ملموساً هذا العام تخصيص عدد من الليالي للأندية الادبية لتتحدث عن تجربتها. وأما الدكتور إبراهيم الشتوي فأشار إلى أن المساحة مازالت تمثل مشكلة المعرض مطالباً بالعمل على أن يضاعف مساحته بشكل يلبي حاجات المثقففين ويصل إلى المستوى المنشود، كما طالب بتوسيع الجوانب الخدمية، واقترح إقامة جلسات نقاش داخلية مفتوحة كما يحدث في بعض معارض الكتب العالمية، تشهد عقد ندوات وطرح موضوعات بشكل غير رسمي يتم فيها النقاش بين الأجيال والتجارب المختلفة عن شؤون الكتاب والثقافة، منادياً بالحرص على الترتيبات اللازمة لمنع أي أشخاص “غير ناضجين” من تعكير الأجواء الثقافية لمعرض الكتاب. من جانبه عبّر الشاعر سعد الحامدي عن استياء كثير من زوار المعرض من الأسعار المبالغ فيها لدى بعض دور النشر مشيرا إلى أن ما يثير الانزعاج هو أن هذه الأسعار تُفرض فقط أثناء معرض الكتاب بينما يكون البيع بأسعار أقل في الأوقات الأخرى. فيما رأى فهد الشريف (مدير تحرير جريدة المدينة وملحق الأربعاء) أن هذه الدورة تقل عن الدورات الماضية لمعرض الكتاب من حيث الفعاليات والأنشطة المصاحبة، مطالباً بفتح المجال لاستضافة شخصيات فكرية وثقافية عربية، وقال: “نريد أن نقيم حوارات مع الآخر العربي على الأقل فهناك من فسّر غياب اسماء ثقافية كبيرة بما شهده المعرض من أحداث في الأيام الأولى”. كما أنتقد الشريف وجود المكتبات المحلية في المعرض وقال: “نحن لانبحث عن الكتاب الداخلي فهو موجود في المتناول طيلة العام ولهذا لا يجب أن يحتل كل تلك المساحة ويزاحم الدور العربية التي تعرض عناوين لا تتوفر دائماً لدينا وبالتالي فهي تمثّل قيمة المعرض الحقيقية”. وفي مداخلة أخرى قال الدكتور يوسف العارف أن مساحات الأندية الأدبية ضيقة جداً مقارنة بمواقع تشغلها قطاعات غير ثقافية. الدكتور عبدالله الجاسر أجاب بدوره على كافة التساؤلات والانتقادات، وقال من ضمن ردروده: “نفخر بالأندية وهي أذرعة مهنية نستفيد منها ولا نستطيع النهوض دونها، كما نرغب في تفعيل مشاركة جمعيات الفنون والجمعيات الأخرى بشكل أكبر في النسخة المقبلة من معرض الكتاب”. وأشار إلى موضوع المساحة فأكد أن الأجنحة الكبيرة لجهات رسمية تشغل بالفعل مساحة واسعة من المعرض وهناك خطط لمعالجة هذا الوضع في المعرض المقبل وقال: لو أخرجنا الاجهزة الحكومية فسنكسب مساحة كافية لقرابة 200 دار نشر اضافية. وأما فيما يتصل برفع الأسعار من الناشرين أوضح الجاسر أن البعض يستغل هذه المناسبة التي تعد الأكبر من حيث المبيعات، وقال: “المعرض مغري والقوة الشرائية الهائلة فيه تجعل البعض لا يلتزم بالسعر المحدد إضافة إلى أن بعضهم يرفع السعر أكثر مع مرور وقت المعرض وانخفاض الكمية المتبقية لديه”.