معمر القذافي، كما يصفه احد الكُتاب، هو من الشخصيات النادرة بحق .. ولو كنت قرأتها كبطل لقصة لاتّهمت مؤلفها بالمبالغة والاستهانة بعقل القارئ! هي شخصية تضمن لك تسلية مُزمنة لا تنقطع؛ فكل موقف وكل عبارة هي غير متوقعة، فمعها لن تملّ أبداً! أما أبناء القذافي فهم نسخة كربونية مكررة عن أبيهم .. فكلهم تعلموا من مدرسته ونهلوا من علمه فنشأوا على طبعه وخُلقه. وإذا كان المثل الشعبي يقول «اكفي الجرة على فمها تطلع البنت لأمها»، فإن هذا المثل قابل للتطبيق على القذافي وأبنائه بشكل أو بآخر. أنت تتعامل إذن مع مجموعة من المُغيبين عن الوعي الشخصي والوطني. فالقذافي وأبناؤه مستعدون للتضحية بالشعب الليبي عن بكرة أبيه كي يبقوا في الحكم. وهناك مثل معروف يصف تصرفات الأطفال في صغرهم عندما يرفض احد مشاركتهم اللعب .. فيهددون بتدمير اللعبة على جميع اللاعبين طالما هم مستبعدون منها وذلك بقولهم «فيها لا أخفيها»؟ وهذا تماما ما ينطبق اليوم على ما يقوم به القذافي وأبناؤه في إصرارهم على الاستمرار في الحكم حتى لو رفضهم الشعب الليبي كله .. فعندها فإنهم يهددون بتدمير ليبيا بأهلها؟! ورحم الله شاعرنا أبا فراس الحمداني الذي قال في مناجاته لمحبوبته: معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمآنا فلا نزل القطرُ فالشاعر هنا يكره الخير لكل الناس طالما أنه محروم شخصياً منه .. وهو ما يصف تماما حالة القذافي وأبنائه اليوم في كراهيتهم لليبيا والشعب الليبي! [email protected]