تنطلق الى عملها والليل يهم بسحب ردائه راحلاً.. وتعود والنهار يلفظ أنفاسه الأخيرة.. قبل ان يغشاه ظلام الليل الأسود.. كدليل على هلاك نهار وولادة ليل جديد.. ولهذا بقي نهارها كاملاً (مضاء) ب العمل.. فكانت رسالتها من (نور).. لأنها تحمل العلم الذي يحرق الجهل ب (نوره)..!! ورغم طهر هذه الرسالة.. الا ان هذا الطهر لم يكفل لصاحبته (الأمان).. فعاشت في (خوف) جعلتها ظروفها القاسية في وجهه.. رحلة يومية (شاقة).. قد تصل الى 300 كيلو تقطعها ذهاباً.. ومثلها اياباً.. رحلة محفوفة بالمخاطر.. فاذا أمنت (خيانة) عين السائق.. فإنها لن تأمن خيانة رعونة قيادته.. وإن أمنت الرعونة فأنها لن تأمن خيانة الإطارات.. أو محركات السيارة الأخرى .. لذا فالأمان (حلم) لاتعيشه تلك المعلمة في (واقع) رحلتها اليومية.. بعد أن رمى بها قرار (التعيين).. في منطقة تبعد عن سكنها بمئات الكيلو مترات.. حتى باتت تقصر فرضي الظهر والعصر.. طوال حياتها العملية .. وتعيش عاشمة في أن (تقصر) مسافة مشوار عملها الى حدود مدينتها التي تسكنها..!! تسمع وترى حوادث زميلاتها.. اللواتي كانت (دماؤهن) القانية آخر حبر دوّن أسماءهن إما في قائمة الموت أو في قائمة الإعاقة.. فتدوّن خاتمتهن ب (الألم) الأحمر فقط لدى أهاليهن وذويهن.. ومع الموت والإعاقة رحلة الى النسيان في ضمير وزارة التربية والتعليم.. التي نعشم انها المخولة برعاية (الإنسان) والحفاظ عليه..!! تبقى تلك المعلمة ب (علّتها) المزمنة والمتجددة.. ويبقى ذلك الجسد (المُعَلّ).. على ذلك الحال حتى يأتي خبر جديد فحواه تدور حول (المُعَلّ .. مات)..!! [email protected]