شهد مكتب الضمان الاجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة /جدة/ يوم أمس ازدحاما شديدًا من قبل المراجعين الذين اشتكى كثيرون منهم من روتين الإجراءات وتعقيدها - حسب وصفهم. وبالمقابل وضع مدير المكتب حراسة مشدّدة على باب مكتبه لمنع دخول أي مراجع إليه، حيث كلّف أحد حراس الأمن في الإدارة بالوقوف عند الباب لمنع دخول المراجعين، الذين وجدوا أنفسهم في شد وجذب مع الموظفين وتعالت أصواتهم في ظل طوال فترات مراجعتهم للفرع. واكتفى الموظفون بعبارة واحدة وكأنها متفق عليها “راجع المدير إذا ما اقتنعت”، وهكذا يجد المراجعون بما فيهم كبار السن أمام باب المدير مغلق وعليه حراسة مشددة. ولم يكن قرار المنع مقصورًا على المراجعين فقط، بل أننا في “المدينة” لم نتمكن من مقابلته عندما اتجهنا إلى مكتبه حيث تجمع عدد من المراجعين أمام طاولة سكرتيره الذي كان يعمل جاهدًا على تلبية مطالبهم وخدمتهم. وعندما طلبنا لقاء مدير الفرع اكتفى بإرسال قصاصة (ورقة صغيرة) يبلغ فيها مدير مكتبه بالاعتذار عن لقاء الإعلاميين بحجة أنه لا يملك صلاحية التحدث لوسائل الإعلام وطلب منا التواصل مع الوزارة في الرياض. وشكى عدد من المراجعين من المعاملة التي يجدونها من موظفي الفرع، مشيرين إلى أنهم امضوا شهورًا في المراجعة من أجل الحصول على إعانة مقطوعة أو مساعدة أو التسجيل في الضمان، وفي كل يوم يقدمون طلبًا جديدًا ونماذج حديثة، مما جعلهم مراجعين دائمين للفرع بشكل شبه يومي على مدى شهرين تقريبا - وفقا لإفادتهم. نساء في الخارج “المدينة” رصدت من خلال جولة ميدانية الحال الذي كان عليه فرع الضمان الاجتماعي في المطار القديم بجدة، وكان أول ما يشدك هو تواجد عدد كبير من النساء خارج الفرع بعد أن مُنعن من الدخول إلى مقر الفرع لحضورهن في غير الأيام المخصصة لهن ليبقين تحت اشعة الشمس الحارقة أملًا في الوصول إلى من ينصت لهن وينهي معاناتهن. زحام وترقب كما رصدنا لدى دخولنا الفرع الزحام الشديد والتواجد الكثيف للمراجعين الذين كانوا يبحثون عن أي موظف يتسلم طلباتهم وينهي معاملاتهم، فيما كان آخرون ينتظرون دورهم للحصول على برنتات خاصة من الضمان او اوراق تحويل لإجراء الكشف الطبي واكمال طلبات التقديم على المساعدات، ولم يكن الزحام يختص بكبار السن بل تواجد العديد من الشباب الذين كانوا يحملون أوراقهم لتقديمها بحثا عن المساعدة كونهم بلا وظائف ولديهم تقارير طبية تشير إلى عجزهم عن العمل. 4 أشهر للحصول على مساعدة هاشم الحارثي وعوض مسفر المالكي قالا: إنهما أمضيا اكثر من 4 أشهر لإكمال طلبات الحصول على اعانة سبق ان حصلا عليها قبل بضع سنوات. الحارثي قال: إنه حصل على اعانة قبل ثلاث سنوات وطلب منه الآن تقديم معاملة وأوراق جديدة من أجل الحصول على الاعانة، وطالب بتسهيل الاجراءات والتخفيف على المراجعين خاصة وان معهظمهم من كبار السن والمرضى. فيما أوضح المالكي أنه يعيل أسرته المكونة من 8 أفراد، ويستأجر منزلا بمبلغ 1800 ريال شهريا، وقد حصل قبل عامين على مساعدة مقطوعة، وعندما عاد للحصول عليها ثانية طلب منه موظفو الإدارة تقديم معاملة جديدة وبنفس الطريقة السابقة، مشيرًا إلى أنه أمضى حتى الآن 4 أشهر لتلبية اشتراطاتهم وطلباتهم التي لا تنته. راتب محدود وذات الشكوى يرددها مسلم المعلوي قائلا: "تم رفض طلبي الذي قدمته من اجل الحصول على مساعدة مالية بسبب أن مرتبي الشهري 3100ريال"، وتساءل: هل يكفي هذا الراتب اسرة كبيرة تسكن في منزل بإيجار شهري قدره 1500ريال ؟ كم يتبقى من الراتب ليصرف على افراد الأسرة وحاجاتها الرئيسة ؟. وأضاف: "كل يوم احضر للفرع ولكن دون جدوى حيث أجد نفسي في طابور طويل، ليفاجأني الموظف بطلبات ومواعيد جديدة". ونفس الوضع تكرر مع عابد الهلالي الذي قال: إنه أمضى 4 أشهر في مراجعة مستمرة للفرع من أجل الحصول على مساعدة مقطوعة، وفي كل مرة تتجدد الطلبات والمواعيد. عاجز عن العمل محمد الزهراني شاب عاجز عن العمل ويعيل أسرة كبيرة حضر إلى مقر الفرع - حسب قوله - لتقديم أوراقه والحصول على اعانة، وأفاد أنه أحضر الطلبات التي حددها له الموظفون وهي (برنت من الاحوال المدنية، حساب بنكي، عقد إيجار المنزل، وصورة من برنت خاص بالضمان، ومصروفاته إذا كان من المستفيدين). ويروي علي البركاتي معاناته مفيدا أنه تم رفض طلب ضمه للمستفيدين من الضمان والمساعدات بسبب عدم وجود تقرير طبي يشير إلى إصابته بمرض دائم. وقال: لم أحضر التقرير مثل الآخرين الذين يقدمون تقارير بإصابتهم بأمراض اكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية، ولكني فصلت من عمل بعد مطالبتي بصرف خارج دوام. شكوى من الباب المغلق وشكى كل من فايز أحمد أبو ريال وسليم الهذلي من طول الانتظار، وأشارا إلى أنهما هنا منذ السابعة صباحا ولم يجدا أي موظف يستمع لمشكلتهما، واشتكيا كذلك من سوء معاملة بعض الموظفين، واستمرار إغلاق باب مدير الفرع ومنعهم من الوصول إليه.