فوز تشلسي على مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي ، أعاد للدوري الإنجليزي إثارته ومنح فريق آرسنال الأمل لتقليص الفارق بينه وبين مانشستر المتصدر في حال فوزه في مباراته القادمة ، إلى نقطة واحدة بدلا من أربع نقاط . نتيجة المباراة بين تشلسي ومانشستر لم تكن عادلة ، خصوصا إذا ما فتحنا ملف التحكيم في المباراة . وهو ملف لا ينفصل بالتأكيد عن ملف التحكيم في الكرة الإنجليزية بصفة عامة ، مما بات يشكل ظاهرة سلبية لا نظير لها في جميع دول أوروبا الأخرى . حكم مباراة تشلسي ومانشستر تغاضى عن احتساب ركلة جزاء لمانشستر في بداية المباراة بحجة أنها غير واضحة ، لكنه عاد واحتسب ركلة جزاء لتشلسي هي أكثر غموضا من تلك التي لم يقم باحتسابها لمانشستر . أما الخطأ الفادح فعلا فهو امتناع الحكم عن إشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجه مدافع تشلسي البرازيلي لويز بعد أن أعاق روني بدون كرة . لكن الحكم لم يتردد في إشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجه مدافع مانشستر نيمانيا فيديتش في نهاية المباراة دون أن يبدي معه ذات القدر من التسامح الذي أبداه مع مدافع تشلسي لويز ! طرد فيديتش سيكون له آثاره السلبية على مانشستر يونايتد في مواجهته المرتقبة اليوم الأحد مع ليفربول على ملعب الأخير . وهذا يعني أن أخطاء الحكم تجاوزت المباراة التي قام بإدارتها مباشرة ، ووصلت تبعاتها للمباراة القادمة لفريق يونايتد . وهو نفس ما حدث مع حكم مباراة ويغان ومانشستر يونايتد الذي تغاضى عن حالة طرد صحيحة وواضحة ضد نجم يونايتد وين روني ، مما ممكن الأخير من المشاركة ضمن المباراة السابقة ضد تشلسي ! ظاهرة التحكيم في إنجلترا أصبحت خطيرة وتتهدد تقدم الكرة الإنجليزية التي باتت مسابقاتها المحلية هي الأفضل على الصعيد الأوروبي دون وجود أي وجه للمقارنة مع المسابقات الأخرى . خطورة التحكيم أنه واحد من العناصر الأساس التي تقوم عليها لعبة كرة القدم برمتها ، وتقدم العناصر الأخرى للعبة مع استمرار تدني مستوى عنصر واحد هو التحكيم ، يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل خطيرة قد تنعكس على مستوى تطور اللعبة في بلد ما . كل ما أتمناه هو ألا تساهم قرارات التحكيم في حسم مصير الدوري الإنجليزي الممتاز ، سواء من ناحية هوية الفريق الفائز بالبطولة ، أو الفرق الثلاث الهابطة ، أو الفرق الأربع التي ستتأهل لمسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل.