أعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس ان الولاياتالمتحدة لا تزال بعيدة عن اتخاذ قرار بشأن اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا داعية الى التروي والحذر. فيما قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن فرض حظر للطيران فوق ليبيا سيستلزم هجوما لشل قدرات الدفاع الجوي الليبية. وأضاف خلال جلسة برلمانية «لنسم الأشياء بأسمائها. حظر الطيران يبدأ بهجوم على ليبيا لتدمير دفاعاتها الجوية... ثم يمكن فرض حظر للطيران في مختلف أنحاء البلاد دون خوف من أن يتعرض رجالنا لإسقاط طائراتهم». يأتي ذلك فيما هاجمت قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي البريقة في أول علامة على قيامه بهجوم مضاد في شرق البلاد حيث يسيطر المحتجون الذين قالوا إنهم صدوا الهجوم. وقال السنوسي جدران وهو مقاتل متطوع مع ان قوات القذافي يساندها مرتزقة أجانب قصفت البلدة في وقت مبكر صباح امس، مضيفا: “قصفونا بأسلحة ثقيلة بما في ذلك غارات جوية”. وفي مؤتمر صحفي في بنغازي دعا المجلس الوطني الليبي الذي أنشأه المحتجون الى توجيه ضربات جوية بتأييد من الاممالمتحدة الى مرتزقة أجانب يستخدمهم القذافي ضد شعبه. وقال عبد الحفيظ غوقة وهو متحدث باسم المجلس الذي يتخذ من بنغازي مقرا له في مؤتمر صحفي ان القذافي يستخدم مرتزقة أفارقة في مدن ليبية وهو ما يعد غزوا للبلاد.وقال ان المجلس يدعو لشن هجمات محددة على معاقل هؤلاء المرتزقة لكنه أضاف ان هناك معارضة قوية لوجود أي قوات أجنبية على الارض الليبية وان هناك فرقا كبيرا بين هذا وبين الضربات الجوية الاستراتيجية. وقال مراسلو وكالات انباء ان طائرة عسكرية ليبية اطلقت صاروخين بالقرب من ساحة في مدينة البريقة لكن يبدو انهما لم يوقعا اصابات بين الاهالي الذين كانوا يحتفلون في هذه الساحة بفشل الهجوم الذي شنته قوات القذافي على المدينة. واحدث القصف حفرتين على بعد نحو 20 مترا من هذه الساحة القريبة من الجامعة التي شهدت خلال النهار معارك بين انصار القذافي ومعارضيه. من جانبه، اعلن القذافي ان سيطرة المسلحين المعارضين له على مدن ليبية «لا يمكن ان تستمر ويجب القضاء عليها»، محذرا من سقوط الاف القتلى في حال حصول تدخل اجنبي. وقال القذافي خلال حفل بمناسبة الذكرى ال34 لاقامة الجماهيرية في ليبيا «لا احد يسمح ان تكون في بلاده مجموعات مسلحة ترهب السكان، هذا لا يمكن ان يستمر ولا بد من القضاء عليه». وتابع الزعيم الليبي في تهديد للمتمردين على سلطته «اذا عجزنا عن ذلك بالوسائل السلمية، لا يجب ان نترك بلادنا على هذا الشكل». وشدد القذافي على ضرورة استعادة الدولة الليبية للسيطرة على بنغازي بالذات كبرى مدن الشرق الليبي قائلا «لا نستطيع ان نسكت عما يجري في بنغازي او نتهاون معه»، واعدا بالعفو عن كل من يسلم سلاحه من الليبيين «الذين غرر بهم» وشاركوا في الانتفاضة ضد نظامه. وذكر القذافي في تهديد مبطن للثوار ان عدة دول لجأت للقوة لمقاومة الحركات المسلحة لا سيما الجزائر ضد الاسلاميين وروسيا ضد المتمردين الشيشان وحتى اسرائيل ضد حركة المقاومة الاسلامية حماس. وفي باريس، قال علي زيدان المتحدث باسم الرابطة الليبية لحقوق الانسان امس ان ستة الاف قتيل سقطوا منذ بدء الانتفاضة في ليبيا بينهم ثلاثة آلاف في طرابلس. وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي نظم في مقر الاتحاد الدولي لرابطة حقوق الانسان في باريس ان «عدد الضحايا في كافة انحاء البلاد ستة الاف قتيل بينهم ثلاثة الاف في طرابلس والفان في بنغازي والف في مدن اخرى» مثل الزاوية. وقال ان هذه الحصيلة منذ بدء الانتفاضة اعلى بكثير من الارقام التي كان يتم التداول بها حتى الان وهي مرشحة للارتفاع.