أدى جموع المصلين أمس بالمسجد الحرام بعد صلاة العصر صلاة الميت على شهيد الواجب الجندي أول أحمد إسماعيل الخيري أحد منسوبي مكافحة المخدرات بمحافظة الليث. وشيع آلاف المصلين جثمان الشهيد إلى مقبرة العدل بمكةالمكرمة يتقدمهم مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج ومدير مكافحة المخدرات بمنطقة مكةالمكرمة اللواء عبدالعزيز عثمان الصولي ومدير شعبة مكافحة المخدرات بمحافظة الليث الرائد فواز الذيابي. وكان الجندي الخيري قد استشهد أثناء تأديته الواجب في مواجهة مع مطلوب أمني في قضايا مخدرات بمحافظة الليث في منطقة يلملم السعدية جنوبمكةالمكرمة. وعلمت “المدينة” أن الشهيد أصيب بطلقتين ناريتين من قبل مطلوب لمكافحة المخدرات احدها أصابته بالصدر، وأن المطلوب تم التحفظ عليه وأودع إدارة المخدرات تمهيدا لتقديمه للمحاكمة. وقدم مدير عام مكافحة المخدرات بالمملكة واجب العزاء نيابة عن وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز لذوي الشهيد سائلا الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.وأوضح أن توجيهات مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف أن الشهيد سيعامل معاملة شهداء الواجب وسيكون أحد أشقائه في مقامه بمكافحة المخدرات وستحظى اسرته بالرعاية الكاملة من ولاة الأمر حفظهم الله. وعبر ذوو الشهيد الخيري من جانبهم عن شكرهم وتقديرهم لولاة الأمر،أيدهم الله، على ما يولونه من دعم ورعاية لأبنائهم المواطنين بمختلف المناطق ووقوفهم معهم في مختلف الظروف سائلين الله تعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها.يذكر أن الشهيد لديه من الأخوة ستة وهم علي وإبراهيم ومدني ومطهر وعبدالواحد وخالد وثلاثة من البنات. “المدينة” قامت بتعزية ذوي الشهيد أحمد إسماعيل الخيري في منزلهم أمس بمركز دوقة بمحافظة القنفذة. وقال علي إسماعيل الأخ الأكبر للجندي القتيل: إن أخاه في بداية العقد الثاني من عمره 26 سنة ولم يمض على تعيينه سوى 8 سنوات تقريبا في إدارة مكافحة المخدرات بمحافظة الليث، وكان يقوم بعمله بتفانٍ وإخلاص، وأضاف: “تلقينا خبر مقتله كالصاعقة، ولكن خفف مصابي أن أخي استشهد في ميدان الشرف وهو يؤدي واجبه بدور بطولي”. وأوضح أن أخيه أحمد “كان بارا بنا وبوالدته،حفظها الله، متواصلا مع أقاربه، ولديه أصدقاء كثيرون يفرحون برؤيته ”.وقال إبراهيم الخيري الشقيق الأصغر للقتيل: فقدت أخي أحمد ولم أصدق أنه مات إلا بعد اتصالي بهاتفه لأكثر من مرة مساء أمس وكان مغلقا ولم أتأكد إلا من أخي علي الذي خفف علي من هول المصيبة بقوله: إن أخاك استشهد وهو في واجب الوطن وفي ميدان العز والشرف. وقالت والدة الشهيد والتي بدت حزينة لفراقه: إن أحمد ذهب إلى رب كريم ودار خير من داره إن شاء الله ولن يعد وأنه عندما ذهب إلى عمله قام بتوديعها ولم يدر بخلدها أنه اللقاء الأخير ولكن الذي خفف عليها مصيبتها أنه شهيد الوطن وقالت: إن أحمد هو من كان يرعاني ويقف على مطالبي وكان أنيسي يواسيني في كل مشكلة ويقوم بملاطفتي ولا يحاول أن يبدر منه مايغضبني واني ادعو الله له أن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يرزقه من الحور العين فقد كان مقررا له الزواج بعد شهرين لدى احدى الأسر الكريمة من دوقة. علي محمد شامان الخيري شيخ قبيلة الخيرة بمحافظة القنفذة قال: أن أحمد رفع رأس أسرته وجماعاته وقبيلته عاليا عندما استشهد وهو يؤدي واجبه في خدمة الوطن لاستباب الأمن ولا شك أن جميع زملائه يغبطونه على نيل هذا الشرف وأضاف أن أحمد من خيرة شباب مركز دوقة واتصف بين اقرانه بحبه للعمل العسكري وهو على خلق كبير وله علاقاته الاجتماعية التي يغبطه عليها الكثير ولعل رصاصة الغدر التي انطلقت على صدره الشريف أطلقت فينا الإصرار على مواصلة التصدي لغزاة الوطن والشباب وقال عم الشهيد عبدالله بن جماح الخيري: الحمد لله على كل حال وأن الشهيد كان على وشك الزواج نهاية الشهر القادم ويسكن في منزل متهالك وقد استشهد على يد الغدر والعدوان لينضم إلى زملائه الشهداء. وأن لديه ستة إخوان وثلاث أخوات. وتمنى من المسؤولين النظر بحال أخوانه فالأخ الكبير علي يعمل بحرس الحدود بمحافظة جدة وهو العائل الأكبر للأسرة خصوصا وأن والده متوفى وتمنى تلبية طلبه بالنقل سواء إلى محافظة الليث أو القنفذة وخصوصا أن والدته كبيرة بالسن وأخيه خالد الصغير يعاني من إعاقة وجده الطاعن بالسن محمد بن عبدالله . وأضاف أن مدني أخو الشهيد يعمل بمنطقة جازان بحرس الحدود ونتمنى له النقل ليهنأ بالقرب من أهله ومساعدتهم لظروف الحياة.