يمثل الشاعر عبدالله الوشمي أحد الأصوات الشعرية السعودية التي تتابعت تجربتها في التواصل مع الوسط الإبداعي، وحقق حضوره من خلال ديوانيه: (البحر والمرأة العاصفة)، و(قاب حرفين)، الذي نال الأول منهما جائزة الأمير فيصل بن فهد للإبداع الشعري. ويجيء ديوانه الثالث (شفاه الفتنة) الصادر الأسبوع الحالي عن دار المفردات (1432 2011) ليُمثل تجربة خاصة يخوضها الشاعر، حيث يضم الديوان ثلاثًا وعشرين قصيدة وصفها الشاعر في الغلاف بأنها من القصائد القصيرة، وهي التجربة التي عُرف عن الشاعر الوشمي خوضها في عدد من دواوينه وقصائده، ورصدها النقاد من خلال كتابة د.عبدالواحد لؤلؤة ود.حافظ المغربي، وغيرهم، وتأتي قصائد الديوان عبارة عن عنوانات رئيسة لكل قصيدة، ثم تتعدد القصائد القصيرة ضمنها، حتى وصلت مقاطع بعض القصائد أكثر من ثلاثين قصيدة قصيرة. وقد ابتدأ الوشمي ديوانه بالإهداء الآتي: (إلى التي علَّمتُها الكلام وعلَّمَتْنِي المعاني)، ومن عنوانات قصائده: الثياب، والفصول، وأبواب تتنفس، وقبلة، ومفردات المنزل، وقبل اكتمالهم، وقطرة باتجاه السماء، والشارع الأخير، وأبجدية ما زالت تكتمل واحتمالات حاسوبية.. ومن قصائد الديوان: (الخوف) أخافُ من البابِ إنْ خبَّأ البابُ تاريخَ حزني لديه أخافُ من القُفْلِ إنْ أوجع القفل مفتاحَ حبِّي وغنَّت تفاصيله في يديه أخافُ من الدارِ إن ذكَّرتني بليلى وزرتُ ميادينها وهيَ قد غادرَتْ ناظريه -------- (طرْق الباب) ربما كان وقع المطرْ ربما كان رشَّةَ غيمٍ خجولْ ربما كان ليلًا يغنِّي وسنبلةً لاتقولْ ربما كنت أنت التي تنقرين النوافذَ أو تملئين الحقولْ ------------- (معجزة) نقرةٌ نقرتينْ بابُ قلبي الذي يتحدّى الغزاةَ ويهوي بطَرْفة عَينْ ------------- (بوابة 4) قمرًا ربما ربما نخلةً من ذهبْ يتساقَطُ منه الحيا والنَّدى والعنبْ ربما ربما .. واللَّهبْ كلما ركضَتْ نحوه استحال الطريقُ عبيرًا والغيومُ قِربْ ليلها مستبدٌ وفجري عَتَبْ ------------------- (مجاز) وعيني التي لم تُشاهدْ تفاصيلَ وجهكِ مثقلةٌ بالمجازْ ------------ (ذكرى) يذكِّرني الفجرُ حين أقول القصيدةَ أصنع أحلامَها من عيونكْ يذكِّرني الفجر لونَ خدودكْ ورقْصَ العصافيرِ حين تعود محمَّلةً بالرضا من حقولكْ ----------------- (المنتصف) يرتجفْ عندما تبرق الشمس في المنتصفْ يختفي في الترابِ يعيد تفاصيل رحلته للثيابِ وينبت مثل الألفْ --------------- (ذاكرة) دون ظلٍّ ولا ذاكرةْ النبيلُ يعيشُ وحيدًا وأيامه قاهرة! يذكرأن الشاعر عبدالله الوشمي له كتاب: فتنة القول بتعليم البنات، ومآخذ النقاد على معاني أبي تمام، وله عدة دراسات نقدية، وقد كتب عن تجربته الشعرية والنقدية عدد من النقاد، وترجم له في عدد من الموسوعات والمعاجم، وهو إلى ذلك رئيس النادي الأدبي بالرياض.