حين ارتحلتَ بلا وداعْ وغدوتَ ريحًا لا تحنُّ إلى شراعْ غلَّقتُ نافذةَ انتمائيَ للقلوبِ المتعبةْ وفتحتُ بابًا للغوايةِ والأفولْ فاكتبْ نشيدكَ من جديدْ وارسم بلادكَ في المماتِ كما تريدْ طعمُ الحياةِ لديك أشهى من هنا والخبزُ أطيبُ من حليبٍ يرتدي ثوب الضلالْ الخمرُ عندك تستشفُّ السكرَ من نهرٍ حلالْ والنهرُ عندكَ ليس نيلاً يُستباحُ ولا يبوحُ بأيِّ سرٍّ للتراب والحورُ حولكَ يغتسلن من التأوه بالضياءْ فامددْ يديكَ إلى يديَّ بكأس ماءْ واهجرْ بلادًا لا تحبُّ القمحَ من غير انحناءْ يا نطفةَ التكوينِ في رحم الوجع قل: لا بلاد سوى بلادي آيةً واغفر لها حتَّى تهادن أو تتوبْ فالعفو يغسلُ ما تيسَّرَ من ذنوب قل: لا بلاد سوى بلادي آيةً كانت تقوم إلى الصلاةِ وتستحمُّ على بدايات الشوارعِ بالمطرْ لا تنتظرْ واكتبْ نشيدكَ من جديدْ وارسمْ بلادًا لا تنام على تجاعيدِ الفصولْ ثمَّ استرحْ.. يا ابن السنابل والحقولْ نَمْ واسترحْ فالموتُ مفتاح الدخولْ