سجلت مدينة جدة 80 حالة ضنك مؤكدة خلال العام الحالي، فيما توقع مصدر مسؤول في وزارة الصحة أن يرتفع هذا العدد خلال الأسابيع الستة المقبل بنسبة 30% ، وذلك عطفا على ما خلفته الأمطار والسيول الأخيرة من مستنقعات مائية. وحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة، وصل عدد حالات الضنك المؤكدة السجلة خلال الأسبوع السابع (الماضي) 9 حالات مؤكدة، بينما بلغ عدد الحالات المشتبهة منذ بداية العام وحتى يوم أمس 245 حالة تم تأكيد 80 حالة منها. وتوقع مصدر مسؤول بصحة جدة ارتفاع عدد الحالات خلال الستة أسابيع المقبلة بنسبة 30% ، إلا أنه أكد أن المرض خلال العام الحالي مايزال تحت السيطرة حتى الوقت الراهن رغم وجود 80 حالة مؤكدة من بداية العام، أي بمعدل متوسط 12 حالة في الأسبوع، فيما شهد العام الماضي تسجيل 300 حالة مشتبهة. وبين المصدر خلال دورة تدريبية حول الحميات الفيروسية النزفية افتتحها مدير الأمراض المعدية بالوزارة الدكتور أحمد بن ناصر خليدي أمس في جدة بحضور مدير الشؤون الوقائية بصحة جدة الدكتور أنس البلوشي وعدد من الأطباء الخبراء العالميين في القطاعين الخاص والعام، وبين أن أحياء جنوبجدة من أعلى الأحياء تسجيلا لعدد حالات الضنك قبل سيول الأربعاء الثانية، إلا أن السيول حولت الإصابات إلى مواقع مختلفة حيث لازال حي الجامعة يحتل المرتبة الأولى من حيث الإصابة يليه حي الروابي ثم حي غليل. وأرجع المصدر السيطرة على المرض خلال هذا العام إلى تطبيق الخطة المحدثة والتي تم من خلالها زيادة الفرق الميدانية لمكافحة المرض وفق مخططات مدينة جدة من جهات الجنوب والوسط والشمال والشرق والغرب، حيث وصل عددها إلى 80 فرقة، تتكون كل منها من ثلاثة أشخاص مراقب وعامل وسائق، وتم ضم فرق التوعية إلى الأعمال الوقائية، كما تم الاهتمام بالاستكشاف والتركيز على فرق التوعية بعد الانضمام مع الفرق الوبائية، بالإضافة إلى عمل الاستقصاء الوبائي داخل وخارج المنازل، والتركيز على بعض المواقع الهامة التي يكثر فيها البعوض وهي ( بدروم المنازل، والأسطح، والبلكونات، والمناور)، حيث يكثر البعوض فيها أكثر من المستنقعات المائية المكشوفة بين أزقة وشوارع الأحياء، ذلك أن انخفاض درجة الحرارة يمثل مناخا جيدا للبعوض، كما تمت مكافحة أماكن توالد كثيرة بين الأشجار والنفايات ومواقع السيارات التالفة، وتم التركيز على التوعية الصحية من خلال المدارس والمرور على المنازل والمناطق الأكثر تجمعا للبعوض والمستنقعات المائية، وسيتم تدريب الفرق الوقائية على كيفية مهارات الاتصال والاستقصاء الوبائي، فيما تمت مخاطبة الوزارة لتزويد الشؤون الوقائية بكواشف البعوض الأسبوع المقبل في ظل وجود 80 كاشفا. مرض مستوطن في جدة من جانبه أوضح مدير الأمراض المعدية بوزارة الصحة الدكتور أحمد بن ناصر خليدي أن الدورة تحدثت عن أساسيات علم الوبائيات والاستقصاء الوبائي، واستعرضت الأعراض الإكلينيكية للمرض وتعريف الحالات والجديد في المرض والتوقعات المبكرة لمنع حدوثه في هذه الفترة الزمنية، وربط العوامل المناخية مثل الحرارة والتوزيع الجغرافي للبعوض داخل جدة بكثافة الحالات، حيث يفضل البعوض المناطق التي فيها الأمطار والمياه الرطبة والحلوة، وتوقع أن يزيد عدد الحالات المرضية في المستقبل القريب. وقدم الخليدي ورقة عمل تحدث فيها عن الأمراض النزفية والحميات المنقولة بنواقل المرض وبالأخص حمى الضنك الذي تنقله بعوضة الأيديس وهي خطر حقيقي لجزء كبير من العالم، كما أن المرض مستوطن في جدة كما هو الحال في أكثر من مائة بلد في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا وغرب الباسفيك والذي يهدد أكثر من ملياري ونصف المليار من البشر.