عجيب أمركِ يا مصر، يا بلد الكنانة والشموخ، فتح بلادك بطل من شباب أبطال الإسلام، الشاب القائد الملهم (عمرو بن العاص)، وسلمكِ قيادة العالم العربي والإسلامي، قرونًا طويلة من الزمان، فكنتِ قائدة ورائدة لحماية مجد العروبة والإسلام. نبغ فيكِ العلماء، والأدباء، والشعراء، ولا ننسى كعبة العلم، التي خرّجت جهابذة الأدباء، وأساطين العلماء، تلكم هي (الجامع الأزهر)، الذي مضى عليه عشرة قرون، وهو يخرّج الدعاة، والفقهاء، والخطباء، الذين انتشروا في العالم انتشار الضوء في ظلام الحياة، وفي عصر الانتداب الفرنسي والإنجليزي، هبّ الشعب بأجمعه، يتقدمهم العلماء من شيوخ الأزهر، حتى اندحر ذلك الاستعمار البغيض، وظللتِ شامخة عزيزة برجالاتكِ الصادقين المخلصين. ثم خبا نجمكِ يا مصر، يا قلب العروبة والإسلام، ويأبى الله العلي الكبير، إلاّ أن ترجع مصر إلى عهدها الزاهر الوضاء، فيكون خلاصها على يد فتية من الشباب، باعوا أنفسهم لله، وما كان يخطر على بال أحد من الناس، أن يكون التغيير على يد هؤلاء الفتية الأطهار، في ثباتهم وإصرارهم أيام المحنة، حيّا الله شباب مصر الباسل، وحيّا الله شعب مصر الصابر، وحيّا الله جيش مصر المساند للحق، الذي وقف مع الشباب. د. الشيخ محمد علي الصابوني - جدة