في حي غليل الشعبي جنوب محافظة جدة غابت “الأمانة” عن أداء دورها في معالجة الطرق المتضررة من السيول والأمطار الأخيرة، فحضر المواطنون وتولوا المهمة نيابة عنها ... نعم هذا هو واقع الحال حيث شمر المواطنون عن سواعدهم لخدمة حيهم رغم ضيق ذات اليد، بعد أن وجدوا أن السفلتة هي السبيل الوحيد للتخلص من المشهد الذي تخلفه مياه السيول والأمطار وطفوحات الصرف الصحي في أحد شوارع الحي الذي يبلغ طوله نحو ثمان مائة متر، وبدؤوا بالتنفيذ على نفقتهم الخاصة في ظل ما وصفوه ب “تجاهل الأمانة لمطالبهم منذ سنوات”. سفلتة عمرها 30 عاما ويذكر أحد كبار السن أن شوارع الحي تمت سفلتتها قبل ثلاثين عاما تقريبا، مضيفا “منذ عدة سنوات ونحن نطالب أمانة جدة بسفلتة شوارع الحي الذي يفتقد لكثير من الخدمات ومنها الإنارة وسفلتة الشوارع الرئيسة، ناهيك عن الفرعية”. ويقول إبراهيم الغامدي: لم نجد حلا لمشكلة مياه الصرف الصحي التي أصبحت تغرق شوارعنا وتداهم منازلنا، خاصة مع هطول الأمطار إلا بسفلتة شوارع الحي لأننا في منطقة منخفضة ونعاني من تجمع مياه الصرف الصحي والأمطار، مضيفا أن شوارع الحي تمت سفلتتها قبل 30 سنة تقريبا، ومن يومها لم يطرأ أي جديد عليها. عامان من الانتظار ويضيف علي الفقية وحسن عيدان: خاطبنا أمانة جدة عشرات المرات دون أن نجد أي استجابة، وكل ما وجدناه هو حضور أحد المهندسين قبل سنتين أوضح أن الشارع يحتاج إلى سفلتة كاملة، وقام بتخطيطه وكتابة تقرير فني قال: إنهم سوف يدرسونه لتحديد أنسب الحلول المقترحة، ولكن لا جديد حتى الآن، وهو ما جعلنا نجتمع لإيجاد الحل المناسب حسب رؤيتنا. السكان يدفعون التكلفة ويتواصل الحديث على لسان مفرح العسيري ومحمد علي: عقدنا اجتماعا لسكان شارع أدهم اللحمي بتقاطع شارع هاشم على غاس في حي غليل المحجر وقررنا في الاتفاق مع إحدى المؤسسات المتخصصة للقيام بسفلتة الشارع، وساهم أغلب السكان في توفير تكلفة المشروع من أجل أن ننهي مشكلتنا مع التجمعات المائية والحفر الوعائية التي أهلكت سياراتنا. أين مشاريع السفلتة والإنارة؟ وتساءل عبدالعزيز اليامي ومسيعيد الجحدلي عن مشاريع السفلتة والإنارة التي يسمعون بها، فيما حيهم محروم منها، حتى الإنارة غائبة مما يجعلهم خاصة كبار السن منهم يجدون صعوبة في السير ليلا لأداء صلاة العشاء والفجر نظرا لكثرة الحفر والمستنقعات المائية. وأمام هذا الواقع يقول اليامي والجحدلي: تحاملنا على أنفسنا ودفعنا كل حسب استطاعته من أجل سفلتة الشارع والتخلص من هذه التجمعات المائية والروائح الكريهة الناتجة عنها، ونحن لا نريد من الأمانة سوى إكمال سفلتة ما تبقى من شوارع الحي فقد سئمنا الوعود المتعددة التي طالما انتظرناها ولكن دون فائدة. ----------------------- “الأمانة”: إسهام وطني نقدره ولكن لابد من التنسيق معنا وفي تعليقها على شكوى أهالي غليل قالت أمانة محافظة جدة: حكومتنا الرشيدة تقوم بتقديم الدعم الكامل للبلديات والمجمعات القروية في تنفيذ كافة المشاريع الخدمية ومنها بطبيعة الحال مشاريع سفلتة الطرق والتي تتم وفقا لأسس ومعايير علمية، وتقوم الأمانات ومنها أمانة جدة بوضع خططها لتنفيذ هذه المشاريع، وفي بعض الأحيان يطالب المواطن الأمانة بأعمال السفلتة أو أن يقوم بها من قبله، وهنا توضح الأمانة أنه لا ضرر من قيام المواطن انطلاقا من الحس الوطني للمساهمة في بعض الأعمال الميدانية، والأمر هنا يتطلب فقط أن يتم التنسيق المباشر مع الجهة المختصة للإطلاع على الشروط والمواصفات الفنية المعتمدة ليتم التنفيذ بموجبها وتحت إشراف الجهة المختصة.