في وقت كانت فيه الجزيرة العربية تعج بالجهل والضلال والفجور من عبادة الأصنام الى وأد البنات وغيرها من ممارسة الجاهلية وفي مثل هذا اليوم المبارك الثاني عشر من شهر ربيع الأول كان ميلاد رسول الهدى وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك ايذاناً باشراقة فجر جديد وانبثاق ضوء ساطع بدد ظلاماً كان يسد العقول والقلوب في شتى أنحاء المعمورة . فرحتنا عظيمة بمناسبة مولد نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بمحبته وأن تكون فينا أشد وأعظم بعد محبة الله تعالى السميع العليم من محبة النفس والأهل و المال والولد . كانت حياته صلى الله عليه وسلم تتسم بوضوح الرؤية ووضوح الهدف وقام عليه أفضل الصلاة والسلام بتأدية الأمانة وبلغ الرسالة كما أوحيت له فاتبعه الناس عن قناعة ويقين وانتشر الاسلام دين العدل و الرحمة وسيبقى الى أن يبعث الله الأرض وما عليها . جمع النبي صلى الله عليه وسلم في نشأته خير ما في طبقات الناس من ميزات وكان طرازاً رفيعاً من الفكر الصائب والنظر السديد ونال حظاً وافراً من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف ، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل ويطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشؤون الناس وأحوال الجماعات فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز في قومه بأخلاق فاضلة وشمائل كريمة فكان أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقاً وأعزهم جواراً وأعظمهم حلماً وأصدقهم حديثاً وأعفهم نفساً وأكرمهم خيراً وأوفاهم عهداً حتى سماه قومه «الأمين» . وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الوحيد الذي كانت حياته وأعماله محل الدراسات المتعمقة والبحوث المستفيضة من كافة العلماء في كل الأديان فجاءت كل أعماله وأقواله وتصرفاته موثقة للأجيال المتعاقبة . ونحن اليوم نعيش في عالم مضطرب نتلمس مشاكلنا في الظلام ونعاني من التردد أحوج بأن نتمسك بتعاليم الكتاب الكريم الذي أوحي اليه والسنة المطهرة التي جاء بها صلى الله عليه وسلم ، فالتعاليم السمحة الخالدة هي الشفاء من كل سقم والبلسم لكل داء، سائلاً الله العلي القدير لي ولكم أن يمن علينا بمعيته في الجنة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ، وأن يطهر قلوبنا من الغل والنفاق والرياء والحسد و التكبر . *رئيس تحرير جريدة عرب نيوز [email protected]