تدفقت حشود هائلة من المواطنين والمقيمين في منطقة عسير إلى المناطق الدافئة في تهامة عسير وساحل البحر الأحمر للاستمتاع بالأجواء الدافئة بعيدا عن برودة الطقس التي تشهدها المنطقة هذه الأيام. وقد عبرت أكثر من ألف مركبة عقبتي شعار وضلع بمدينة أبها طوال الايام الماضية وتحمل داخلها الآلاف من سكان المنطقة في طريقهم لعدد من المناطق الدافئة لقضاء إجازة عطلة الأسبوع. ويأتي هذا الهروب الجماعي للسكان هذه الأيام لما تشهد أبها ومحافظات منطقة عسير أجواء باردة وخاصة في الفترة المسائية وانخفضت درجات الحرارة انخفاضًا ملحوظًا وصلت إلى 3 درجات مئوية.. وصاحب هذه الأجواء تجمع الضباب الكثيف الذي غطى معظم أجزاء مدينة أبها وخاصة الأحياء والقرى والهجر في المرتفعات. وتأثرت مدينة أبها بشكل خاص بهذه الظواهر الجوية وسيطرت الأجواء الباردة على الحركة داخل المدينة وأثرت على المراكز التجارية والأسواق، حيث اتجه الكثير من الأهالي إلى مشاتي المنطقة في تهامة عسير على سواحل البحر الأحمر في الشقيق والحريضة ومحايل إضافة لمنطقة جازان. في شاطئ الحريضة التقينا المواطن إبراهيم محمد معرف وقال إنه يجد في البحر متعة كبيرة مع أطفاله يلعب معهم كثيرًا ويستمتع بالأجواء الجميلة حينا من الوقت ويقضي السمر في إعداد شواء اللحم ويناشد المستثمرين التوجه إلى شواطئ عسير لإقامة مشاريع سياحية ترفيهية سيكون نفعها كبيرًا عليه وعلى الزوار، حيث ان هذه المواقع لا تزال تنقصها الكثير من وسائل الترفيه التي تعتبر مطلبًا من جميع الزوار. وفي سوق محائل عسير الذي يشهد إقبالًا كبيرًا من المتسوقين التقينا المواطن معدي محمد القحطاني الذي قال إن أهالي منطقة عسير يفدون إلى المشاتي الساحلية بتهامة عسير هربا من موجة البرد الشديدة، وأضاف أنه يمتلك أرضًا سكنية تعتبر من مشاريعه القادمة لإنشاء وحدة سكنية لأسرته عليها لتحميه من غلاء الشقق والشاليهات التي يستغل أصحابها موسم الشتاء لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه وبمباركة من الجهات ذات العلاقة التي لم تتدخل لحماية الزوار منهم، ووجه دعوته للمستثمرين لإنشاء وحدات سكنية وألعاب ترفيهية لتتاح أمام الزوار بدائل جيدة ولتكون الأسعار منافسة ولمصلحة الجميع. ومن خلال منحدرات عقبة ضلع تواجد بجوار احدى الاستراحات المنتشرة هناك المواطن سعيد محمد القحطاني الذي عبر عن استيائه من البطء في إنهاء الطريق المؤدي إلى تهامة عسير حيث قال: نحن منذ سنوات طويلة نحلم بانتهاء الإعمال الإنشائية لطريق ضلع، حيث أرهقتنا كثرة التحويلات وضيق أجزاء من الطريق وخطورته الكبيرة التي أدت إلى حوادث لا تزال حديث الناس كل عطلة نهاية أسبوع أو في الإجازات، ولعل الأخطار تكون اشد عند هطول الأمطار التي تصاحبها سيول.. فهل من حلول سريعة وجذرية أم لا نزال على أسلوب الترقيع؟. وفي الشقيق التقينا المواطن صالح الشهري الذي طالب بضرورة توفير الخدمات في المنتزهات والحدائق وصيانتها باستمرار، وطالب بردع العابثين الذين يفسدون على الأسر متعتهم من خلال مضايقتهم في المنتزهات وتشويه الذوق العام بأساليب غير متحضرة. من جانبه أوضح مدير مرور منطقة عسير العميد حنش بن عبدالرحمن الشهري أن إدارته شهدت استنفارا بالكامل لمواجهة الأعداد الكبيرة للسيارات المغادرة والعائدة للمنطقة. وأشار الشهري إلى أنه تم استنفار فرق وحدة تنظيم الحركة التي تضم أكثر من (40) فردًا لمواجهة زحام إجازة عطل الأسبوع، بالإضافة إلى تواجد رئيس السير وضابط السير والآمر المناوب في عقبة ضلع لفك الاختناقات.. وأشار مدير مرور المنطقة إلى أن إدارته لم تسجل أي حوادث كبيرة يوم أمس ولله الحمد. ودعا اللواء عبدالواحد بن عويض الثبيتي مدير الدفاع المدني بمنطقة عسير المواطنين والمقيمين في منطقة عسير إلى التقيد بوسائل السلامة وخاصة في هذه الأجواء الباردة وحذرت من استخدام مصادر التدفئة التقليدية في أماكن مغلقة وخاصة الفحم والحطب، لما ينتج عن ذلك من حوادث قد تؤدي لا سمح الله إلى الوفاة وناشدت الجميع بالاهتمام والعناية بوسائل التدفئة وصيانتها والتأكد من التوصيلات الكهربائية وعدم زيادة الأحمال. وكذلك ملاحظة مصادر الغاز والتأكد من عدم تسربه، وحذرت إدارة الدفاع المدني بعسير المواطنين والمقيمين الذين يرتادون منطقة تهامة عسير أو شواطئ البحر الأحمر وخاصة في هذه الأيام في الإجازة المدرسية من عدم الجلوس في الأودية أو الشعاب أو بقرب مساقط الصخور، حيث إن أغلب السيول منقولة من المرتفعات وقد لا يشعر الإنسان بذلك وكذلك مراقبة الآباء والأمهات أطفالهم وعدم تركهم عند التجمعات المائية أو قرب شواطئ البحر تلافيًا لحدوث أي مكروه لا سمح الله.