من يصدق أن عروس البحر الأحمر وخفيفة الدم جدة المتوجة بالكتل الأسمنتية الحديثة والشوارع المنسقة والميادين الواسعة (بمجسماتها) العصرية الجميلة هكذا يتكرر فيها الأربعاء الأسود وينكشف المستور فيها بكل سهولة أمام هطول الأمطار! جدة المحبوبة تفتقد للبنية التحتية لتصريف الأمطار رغم أنها في بلد مشهود له بالغنى والثراء؟ ولو قورنت جدة بمدن العالم الفقيرة والمعدمة نجد بعضها تهطل الأمطار فيها ليلاً ونهاراً وبأضعاف الكميات التي تهطل على جدة دون تجمعات للمياه، والمؤسف أن البعض يجير ذلك إلى الطبيعة والتقلبات المناخية بسبب اتساع فوهة (الأوزون) وما إلى ذلك من مبررات واهية وأن ذلك يحدث في معظم مدن العالم الراقي والمتقدم..! نقول هذه مبررات العاجزين..! فالفيضانات التي تحدث في تلك المدن بسبب فيضانات مياه الأنهر فقط..! أما فيضانات جدة فتحدث بسبب غياب البنية التحتية لتصريف الأمطار وغياب السدود والتلكؤ في الحلول الجذرية لها لتبقى عشوائية السدود الترابية الهشة هي الفيصل..؟ ونقول لهؤلاء - بلاش- استخفافًا بعقول وأرواح الناس.؟ على العموم ماحصل في جدة نأمل أن يكون آخر الأحزان كما يقال ونأمل أن يُنفذ سريعاً ما قاله سمو الأمير خالد الفيصل في مقابلته التلفزيونية السبت الماضي من مشاريع وأن تعطى الأولوية للسدود.! أعود وأقول لقد توقعت ما حصل في عدة مقالات في هذه الصحيفة الغراء قبل أسابيع بعنوان (أجواء باريس في جدة) وتحت عنوان (محبة جدة وانتقاد العالم) 17 ذوالقعدة العام الماضي حذرت فيهما كما حذّر غيري من الكتاب الأفاضل من وقوع الكارثة لكن لا حياة لمن تنادي؟ نقول ما حصل في جدة ممكن أن يحصل أيضاً لا قدر الله في المدينةالمنورة وغيرها من مدن وقرى وهجر في المملكة إذا لم نتدارك الأمر من الآن بالكشف الدوري على السدود والتصاريف وصلاحيتها من عدمه؟ فهناك سد وادي بطحان القديم جداً في المدينة ولو تصدع سوف (يقش) ويسحب سيل (أبو جيدة) الجارف كل ما يقع في طريقه.! فغزارة مياه هذا السيل تفوق سعة وقوة هذا السد وما يليه من مجار وتصاريف ضيقة على طريق قربان؟ وهناك أودية كثيرة في المدينة خصوصاً ناحية سيدنا حمزة ومجرى العقيق في العيون في بواطنها مبانٍ ومزارع..! ولهذا نهيب بالمسؤولين الشروع من الآن في تأمين مساكن لكل من يسكن بواطن هذه الأودية ونقلهم إليها حفاظاً على أرواحهم قبل فوات الأوان.! وهناك مجرى السيل بما يوازي منطقة الأزهري يأتي من العقيق ويفصل بينه وبين مساكن المواطنين ساتر ترابي فقط ولهذا يحتاج إلى دعم مسلح لجوانبه حماية للمباني المقامة على الأطراف من انحدار هذا الساتر عنها فتحصل الكارثة لا قدر الله.! فاكس 048470836 [email protected]