وصف أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية السابق الدكتور احمد جويلى، منظومة العمل العربى المشترك ب «المحبطة»؛ لغياب الارادة السياسية للدول العربية لانجاز عمل عربى مشترك، فضلا عن عدم وجود آلية إلزام لتنفيذ القرارات التى وافقت عليها الدول العربية. وقضى جويلي مايقارب العشر سنوات امينا عاما لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية. وأكد جويلى ل “المدينة” أن القمة الاقتصادية الثانية والتي عقدت في شرم الشيخ، فقدت فاعليتها بسبب عدم تنفيذ قرارات القمة الإقتصادية الأولى والتى عقدت بالكويت وصدر عنها 16 قرار، حيث كان تنفيذ هذه القرارات سيخفف الكثير من المشاكل العربية المزمنة. وقال إن قرارات قمة الكويت كانت ايجابية، بيد أن الدول العربية لم تنفذ أيا من هذه القرارات رغم موافقتها عليها. وعن علاقة الاضطرابات السياسية بغياب المعالجات العربية للمشاكل الاجتماعية مثل “البطالة” و “الفقر”، قال الدكتور جويلى إن الدول العربية معرضة للقلاقل بسبب “البطالة” و “الفقر”، وكان يمكن للدول العربية مواجهة هذه المشاكل بتفعيل منظومة العمل العربى وتنفيذ قرار قمة الكويت الذى يحمل اسم البرنامج الطارى للامن الغذائى العربى والذى كانت قد وضعت اسسه المنظمة العربية للامن الغذائى وأقرته قمة الكويت وخصصت له تمويلا بمبلغ 25 مليون دولار وعلى أن ينفذ فى 9 دول عربية لتحقيق الامن الغذائى بها وسد الفجوة الغذائية فى الحبوب. وعن ما تحقق خلال توليه مسؤولية مجلس الوحدة الاقتصادية، أكد الدكتور جويلى قيام مجلسه السابق بدراسة الواقع الاقتصادى العربى، مشيرا إلى أنه وضعت خارطة طريق للعمل العربى المشترك بعد دراسة متأنية للواقع ومعطياته خلال السنوات الماضية. وأضاف: اعددنا ما عرف بمشروع “مارشال عربى” والذي يهدف إلى تحقيق تعاون حقيقى بين الدول العربية، ويمكن ان يتحقق هذا المشروع بالغاء التأشيرات على الافراد والسلع والخدمات بين الدول العربية وتوفير آلية تمويل عربية، لكن الدول العربية غالبا ما تركز على تبادل السلع رغم ان تبادل الخدمات قد يكون مفيدا أكثر؛ لأن الخدمات تحقق أرباحا أكثر. وفي شأن مشروع مجلس الوحدة الاقتصادية لمواجهة “البطالة” فى عشر سنوات، أوضح جويلى أن قضية “البطالة” تعد قضية كارثية فى الدول العربية، حيث وصلت الى 20% وقابلة للزيادة وسوق العمل العربى يستقبل سنويا 5 مليون، وهذا معناه ما لم توجد وظائف سيزيد عدد العاطلين عن العمل خلال عشر سنوات إلى ما يزيد عن 50 مليون عاطل، وعلينا ان نتخيل المشاكل التى ستواجهها الدول العربية، موضحا أن الحل فى تمويل المشروعات الصغيرة من خلال آلية تمويل عربية. وعن حلم السوق العربية المشتركة، أشار امين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية السابق أن العرب أخطأوا عندما حاولوا تقليد الاتحاد الاوروبى بمحاولة إقامة سوق مشتركة على غرار السوق الاوربى، وتناسوا الاختلافات بين الدول الاوربية والدول العربية وأن مشكلة الدول العربية مشكلة تنمية وليست مشكلة تجارة.