عِنْدَمَا تَبْكِي العَرُوس

ما نزل بمدينة جدة يعد ابتلاء من الله عز وجل، ونحن في خضم المحنة ندعو الله أن يتقبل الشهداء، ويعظم أجر المصابين، وألا يحرم أحدًا ممن رأى أو سمع أو شارك أو دعا الأجر والمثوبة.. والآن دعونا نقترب في هدوء من مدينتنا الحبيبة، وهي تقف شامخة بعد المحنة، لتأخذ نفسًا عميقًا وتردد قائلة..
عَظُمَ المُصَابُ !! وجَلَ فِيهِ مُصَابِي
وَتَقَاصَرتْ عَنْ مُقْلَتِي أهْدَابِي !
وَبَكَى البُكَاءُ ، وَثَارَةِ الدّنْيَا بِه
وَتَفَتْحَتْ في مِحْنَتِي أبْوابِي
وَمَشتْ تَبَاريحي عَلَى جَمْرِ الغَضَا
والخَوفُ يَزأرُ جَهْرَةً وَيَحَابِي
هَرَعَ السْكُونُ ، وَحَرَكةْ أقْدَامُهُ
أرْضِي ! ووَجْهُ مَسَرتِي وَقِبَابِي
وأصَخْتُ للهولِ العَظُيمِ ! وَحِيرتِي
تُؤمِي ! تُقَدِمُ للضياعِ صَوابِي!
***
وَسَألتُ أهْلِي في المُصابِ وجِيرَتِي
والبَحْرُ !! فَخْرُ رَكَائِبِي وَركَابِي !
والقَاصِدين الخَيْرَ في شَتّى الدّنَا
والعَقلُ خَلْفَ سَواعِدِي وَشَبَابِي
والحَالمِين على الطريقِ وَظَلهمْ
يَزْهُو بِهِمْ !!والقَارِئين كِتَابِي !
والنّاشِرين عَلى المَدَى أنْفَاسَهمْ
والوردُ يَضْحكُ فَوقَ جِيدِ كِعَابِ
يَا هَؤلاء.. وَضَعتُ أنْثُرُ قِصْتِي
وَأبُثُ رَاوِيةَ الحَقِيقَةِ مَا بِي !!
***
سَكَبتْ عَلْيَّ مِنْ السّمَاءِ سَحَابَةٌ
جَذْلَى !! تُطَهرُ في الوجودِ سَحَابِي
وَمَشتْ عَلَى شَرقِي تَعُبُ أوامَهُ
والأرضُ تَسْكرُ مِنْ كَرِيمِ شَرابِي
نَثَرتْ لُبابَ الخَيرِ في صَدْرِ المَدَى
وسَحَبتُ في صَدرِ المدَى جِلبابِي
ورَأيتُ رَأي العَينِ وَجْهَ حَقِيقَتِي
ورَأيتُ في فَرحِي نَذِيرَ عَذابِي
لولا اللطيف لصرتُ آيةَ خَلقِهِ
وتَعاظمتْ عِندَ السّيولِ شِعابِي
***
غَرِقتْ رِجَالِي في المياه !! وغَالَنِي
عِندَ المُصابِ أحبَتِي وَطِلابِي !
والدمعُ في تلك العيونِ يَشُدُنِي
نَحْوَ البُكاءِ !! وفي البُكاءِ جَوابِي!
كَانتْ ليَالِي العُمرِ في هَذِي الرُّبى
كانتْ لَيالي السّعدِ فَوقَ رِحابِي
كانَ الهَوى والفَنُ زَرعُ مَلاعِبي
كانَ الزّمانُ نَسائِمِي وَرَبابِي
واليوم أمخرُ في التُرابِ ! وأرتَجِي
رَبِّي الثَواب !! وَفِي المُصابِ مَتَابِي !!!