أصدر الرئيس المصري حسني مبارك أمس قرارًا جمهوريًا قضى ب"تشكيل اللجنة الدستورية المكلفة وضع التعديلات المطلوبة" التي ستمهّد للانتخابات الرئاسية الجديدة مع قرب انتهاء ولاية الرئيس المصري، بحسب ما أعلنه نائب الرئيس المصري عمر سليمان. وأضاف: إن الرئيس أصدر تعليمات بتشكيل لجنة ثالثة لتقصّي الحقائق حول مواجهات الأربعاء الماضي وإحالة ما تتوصل إليه إلى النائب العام ليتخذ بشأنه ما يلزم من إجراءات. وكان سليمان قد بدأ مشاورات مكثفة مع أعضاء لجنة الحكماء وقيادات الأحزاب والمنظمات الحقوقية لتحديد أسماء لجنة تقصّى الحقائق. ورجحت مصادر أن يصدر قرار جمهوري بتشكيل اللجنة غدًا الخميس على أقصى تقدير. وطبقًا للمصادر فإن اللجنة لن تتداخل أعمالها مع التحقيقات التى تجريها السلطات الرسمية مع وزير الداخلية السابق اللواء حبيب العادلى والذي يواجه عدة اتهامات لو توافرت الأدلة فإنه سيواجه تهمة الخيانة والتي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام. و فيما قال نائب الرئيس المصري أمس: إن بلاده لديها خطة وجدول زمني لانتقال سلميّ للسلطة، وأضاف بأن الحكومة لن تلاحق المحتجين الذين يطالبون بتنحي مبارك الآن. أصدر مبارك قراراً بتشكيل لجنة التعديلات الدستورية برئاسة رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار الدكتور سري صيام و10 أعضاء من بينهم 6 قضاة و4 من أساتذة القانون الدستوري وهم الدكتور احمد كمال ابو المجد والدكتور يحيي الجمل والدكتور إبراهيم درويش والدكتور محمد حسنين عبد العال. وتضمن القرار أن تبدأ اللجنة مباشرة أعمالها اليوم (أمس) وتنتهي مهمتها آخر فبراير الجاري تمهيداً لإجراءات إحالة مشروعات القوانين بالتعديلات الدستورية إلى مجلسي الشعب والشورى. وطبقا لبيان أدلى به نائب الرئيس عمر سليمان فإن لجنة متابعة ما اتفق عليه في الحوار الوطني التي بدأت أعمالها أمس الأول إلى جانب لجنة تقصّي الحقائق في أحداث الأربعاء. وأصدر الرئيس المصري تعليماته بالامتناع عن ملاحقة الشباب أو التضييق عليهم أو محاصرة حقّهم في حرية الرأي والتعبير. وشددت القوات المسلحة المصرية أمس من قبضتها على الشوارع المصرية بصفة عامة والشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير بعد الدعوة التى أطلقها المتظاهرون أمس بأن الثلاثاء هو يوم لدعوة الشباب لمظاهرة مليونية، حيث أكدوا أن كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع سيكون مظاهرة مليونية في الميدان لحين تحقيق مطالبهم الشرعية. وفي الإسماعيلية، بدأت المظاهرات بعد الساعة الرابعة عصراً؛ بسبب عودة الموظفين إلى أعمالهم والشكوى من تعطّل الحياة؛ لغلق ميدان الممر أكبر تجمع للمتظاهرين الذي يعدّ الرابط بين أحياء المحافظة، وقال أحد منظمي التظاهرات: إن هناك تنسيقا في المحافظات لجعل بداية المظاهرات بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية حتى لا تتعطل الحياة العادية ولأن أكثر المحافظات ليس بها أماكن واسعة للتجمع مثل ميدان التحرير بالقاهرة. وفي محافظة شمال سيناء لم ينجح الجيش في السيطرة على الأوضاع في مدينتي الشيخ زويد ورفح، وصرح مصدر أمنيّ أن الجماعات المتطرفة المدعومة من جيش فلسطين الإسلامي استولت على أقسام الشرطة والكمائن المؤدية إلى المدينتين – وفي منطقة الخارجة بالوادي الجديد هاجم متظاهرون رئيس مباحث قسم الخارجة الذي نجح في الإفلات منهم وحاول المتظاهرون إحراق قسم شرطة الخارجة إلا أن القوات الموجودة في القسم تعاملت معهم بالقنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية مما أسفر عن سقوط 87 جريحاً بعضهم في حالة حرجة. من جهة أخرى التقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد الذي سلّمه رسالة من رئيس الإمارات.