روت الطالبة بكلية دار الحكمة آلاء فتحي ل ( المدينة) ماحدث يوم الاربعاء..والتي أسمته " يوم الرعب والفاجعة" قصتهن الكاملة منذ الثانية عشرة ظهرا وحتى الثالثة فجرا حينما تم انقاذهن على يد صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد محافظ جدة والذي حضر ومعه خمسة باصات كبيرة وفرقة انقاذ من الدفاع المدني أجلتهن الى أفخم الفنادق بمدينة جدة. وقالت آلاء: كم شعرنا بالعجز ونحن اللواتي بلغ عددنا ال 300 طالبة اضافة إلى إداريات وأستاذات الكلية حيث لم نستطع فعل شئ ولم نقدر على الخروج نظرا لغزارة الأمطار ورفض عميدة الكلية خروجنا لخوفها على أرواح طالباتها كونهن أمانة في عنقها.. فإلى الحكاية الكاملة كما وردت على لسان الطالبة حيث قالت :" إنتهينا من أداء الاختبار عند الساعة ال12 ظهرا ووجدنا أن هناك أمطارا غزيرة..وكانت سياراتنا في الخارج ولكن المطر يتساقط بقوة وعند محاولتنا للخروج ومغادرة الكلية رفض إداريات الكلية خروجنا وتم إقفال باب الكلية فقد كانت التوجيهات واضحة من عميدة الكلية الدكتورة سهير القرشي والموجودة في مدينة الرياض لحضورها بعض الاجتماعات بعدم خروجنا لئلا نتعرّض لأي مكروه..استسلمنا لما طلب منّا وجلسنا في الدور الأرضي بانتظار إشارة أو خبر..وفجأة جاءت مديرة مدارس دار الفكر وطالباتها للإلتجاء في الكلية وتضاعف العدد..وبدأنا نعد الساعات للخروج من ذلك المكان فلا طعام ولا مؤونة سيما وأن كان هناك أطفالا ورضعا في حضانة الكلية بحاجة إلى حليب وطعام وحفائظ ولم نستطع توفير أي شيئ لهم بعد نفاد طعامهم وكانوا يبكون وقلوبنا تتقطع ألمًا عليهم!!. الفرج: وأضافت: واجهنا صعوبات عند انتظارنا للفرج وكانت هناك إتصالات بين الاداريات وعميدة الكلية من جهة وبينهن وبين الدفاع المدني من جهة وكن يقلن إن هناك توجيهات بعدم خروجنا حسب ما سمعت. وتابعت شعرنا بالجوع والعطش حتى أن أكثرنا لم يكن يملك المال فلجأنا إلى كفتيريا الكلية علّنا نجد مايسد رمقنا وجوعنا ولكن الكافتيريا رفضت إعطاءنا شيئا مجانا وطالبتنا بالمال وأصبحنا نقترض من بعضنا البعض..وعند ما نفد المال ولم يتبق إلا الحلويات والعلك قمن بفتح كافتيريا الكلية مجانا وأصابنا الضرر منها كثيرا لأن القائمات عليها لم يفكرن سوى بالربح المادي فقط في ظرف من المفترض أن تتغلّب فيه النوازع الانسانية على أي شيء آخر !!. وجلسنا في الانتظار.. البعض غلبهن النعاس والبعض الآخر خائفات وكنّا ندعو الله بأن يحمينا وأن يطمئن أهالينا علينا سيما وأن وسائل بعضنا للإتصال على أهله انقطعت.. البعض بسبب البطارية والبعض لعدم توفر الشحن !!. غضب وخوف: واستطردت آلاء في حديثها قائلة:" شعرنا بالغضب لعدم حضور الدفاع المدني أو أي جهة لإنقاذنا وبدأت الإتصالات من الإداريات تأخذ مجراها بإزدياد فالأطفال بحاجة إلى طعام ومستلزمات !!!. وأضافت: ما زاد خوفنا هو ملاحظة أحد صناديق الكهرباء تخرّ منه المياه فأزداد تخوّفنا من حدوث أي حالات إلتماس وقمنا بالنزول للدور الأرضي تحسبا لوقوع إي ضرر في الدور العلوي وبدا الخوف واضحا علىنا جميعا. المحافظ الإنسان وفجأة وعند الساعة الثالثة من فجر ذلك اليوم جاءت فرقة من الدفاع المدني وخمسة باصات كبيرة برفقة محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز والذي نزل من سيارته للإطمئنان علينا والتحدث مع الإداريات وتم نقلنا من موقع الكلية إلى فندقي المريديان وايلاف وكان مرافقا لنا إلى حيث وصلنا ولم يغادر إلا بعد أن إطمأن علينا بكل بحنان الأب وانسانية الانسان.. وأوضحت أن موقف محافظ جدة ليس غريبا فنحن نعلم عن مشعل بن ماجد الإنسان والذي رأينا على ملامح وجهه مدى خوفه علينا وما قد يصيبنا وكان يخاف علينا كبنات له فيكفي حضوره عندالساعة الثالثة فجرا وإنقاذنا مما قد يحدث من مكروه لنا أو للأطفال الرضع. عميدة الكلية ترفض: من جهة ثانية رفضت عميدة كلية دار الحكمة الحديث عن تفاصيل ذلك اليوم وعن تفاصيل ماحدث واعتذرت بلطف. مصدر في الكلية يؤكد الاحتجاز في حين أكدت إدارية من ذات الكلية طلبت عدم ذكر اسمها أنه بالفعل تم احتجاز الطالبات بأمر من عميدة الكلية وحسب توجيهات الدفاع المدني بخطورة مغادرتهن الكلية لما قد يحدث لهن في الطريق خاصة أن بعض الطالبات خرجن على غفلة لمنازلهن ولكن عندما وجدن صعوبة في الوصول إلى منازلهن رجعن إلى الكلية. وأضافت:قمنا بالسيطرة على الوضع وفتحنا كافتيريا الكلية ليتناول الطالبات ما يرغبن من طعام وشراب وخلافه بالإضافة إلى إحضار كل مستلزمات الأطفال من حليب وأكل وغيارات بتبرع من أحد الأشخاص. مقدمة شكرها للأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة الذي تعامل مع الموقف بإنسانية غير مستغربة عليه وجاء عند الثالثة فجرا لانقاذ الجميع والاطمئنان عليهن وتسكينهن في أحدث فنادق جدة.