ضجَّ المصلون بالمسجد النبوي أمسِ بالدعاء، وأجهشوا بالبكاء، وعلت أصواتهم بالتأمين، ضارعين إلى الله سبحانه أن يحفظ أهل مصر من كل سوءٍ ومكروه، وأن يُعين أهل جُدَّة على ما حل بهم من كارثة السيول. وكان المصلون يؤمِّنون على دعاء الشيخ صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الذي خصص قدرًا من خطبة الجمعة أمس للدعاء لمصر وأهلها، وغصّ بالعبرة وهو يسأل الله أن يجعلهم الله في ضمانه وأمانه وإحسانه، وأن يجعل لهم من كل همٍّ فرجاً ويحفظ أمنهم واستقرارهم ويحقن دماءهم، كما دعا الله سبحانه أن يطفئ عنهم نار الفتنة ويجعل مصر آمنة مطمئنة مستقرة عزيزة بعزّ الإسلام، وأن يحفظ إخواننا المتضررين من السيول في جدة وأن يرزقهم الصبر وحسن العوض وعاجل الخلف وآجله وأن يتقبل موتاهم في الشهداء ويشفي مرضاهم. وقال: إن“الإصلاح الصادق ليس إصلاحًا تحركه بواعث وقتية أو ملابسات ظرفية وإنما هو إصلاح صادر عن إيمان راسخ وعقيدة صادقة واستشعار لعظمة الواجب وأمانة المسؤولية يسأل الله كل عبدٍ عما استرعاه .. أدّى أم تعدّى”، مشيراً إلى أن على الأمة وهي تتلمس معالم الإصلاح ومنهجه وأسسه ووسائله أن تعرض أوضاعها الحاضرة على نصوص الكتاب والسنة لأنهما الميزان الحق والمقياس الصدق على تقدم الأمم وتأخرها.وحذّر البدير من تقاعس الأمة عن تدارك أخطائها وإهمالها في معالجة مشكلاتها لأنها بذلك ستخسر أمنها واستقرارها وتقع في أزمات وفوضى ومواجهات لا تُحمد عقباها ولا يعرف منتهاها. * * من جهة أخرى انتقد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للافتاء من يدعون للتظاهرات في بعض الدول، ووصفها بإنها إثارة للفوضى مفرّقة للامة، وتحقق أهداف الأعداء الذين يوحون للبعض بهذه التظاهرات ويدعون لها، وقال المفتي العام: إن هذه التظاهرات لا هدف لها حقيقة، بل هي أمور لضرب الأمة في صميمها وتقسّم البلاد العربية والإسلامية والسيطرة على خيراتها، مضيفًا: إن لها نتائج سيئة وعواقب وخيمة، من سفك للدماء وانتهاك للأعراض، وتعدٍ على الحرمات، وطالب المفتي العام الجميع بتبصر الواقع ودراسته، والنظر للأمور بمنظار الشرع، وأكّد أن أعداء الأمة لا يريدون لها الخير. وقال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بالرياض والتي خصصها للمظاهرات قال: إن الفوضويات التي نسمعها جاءت بتدبير من أعداء الإسلام ومن يخضعون لهم، مطالبًا بالحذر بمكان، لأن هدفها أضعاف الشعوب والسيطرة عليها واشغالها بالترهات عن مصالحها.