في هذا العام يكون مر على إنشاء دارة الملك عبدالعزيز أربعون سنة كانت حافلة بالعديد من المنجزات المهمة لخدمة تاريخ المملكة وجغرافيتها وأدبها وثقافتها بشكل عام. ففي مجال الإصدارات بلغت حتى هذا العام 250كتاباً، بعضها في عدة مجلدات، ومن بين أحدث الإصدارات كتاب عنوانه " مرشد الخصائص ومبدي النقائص في الثقلاء والحمقى وغير ذلك" من تأليف المؤرخ المشهور عثمان ابن بشر (12101290ه) صاحب الكتاب المعروف " عنوان المجد في تاريخ نجد". ويتحدث الكتاب عن جانب اجتماعي في القرن الثالث عشر الهجري يتعلق بأوضاع الثقلاء والمتطفلين الذين يلمون بالمجالس من غير دعوة ويطيلون الجلوس فيها من غير رغبة في بقائهم. وقد تولى تحقيق الكتاب باقتدار الدكتور حمد بن ناصر الدخيِّل، وبذل في التحقيق جهداً كبيراً تمثل في التعليقات والحواشي المفيدة التي أسفرت عن خبرة ودربة في التعامل مع المخطوطات. وثمة ملحوظات يسيرة جداً لا تقلل من الجهد المبذول في تحقيقه وإخراجه، ومنها إطالة المحقق في تراجم الشخصيات الواردة في المتن، وكان يكفيه أن يقتصر على الترجمة للشخصيات المرتبطة بموضوع الكتاب مثل مؤلفي كتب الثقلاء فقط، أو المرتبطين بالمؤلف من تلاميذ وشيوخ. أما أن تتضمن الحواشي تراجم لأرسطو وسقراط وغيرهما فلا أرى داعياً لذلك. وفي الكتاب اضطراب في الإحالات، وكل الإشارات إلى الحواشي السابقة ليست صحيحة، ويظهر أن المحقق لم يراجع الكتاب بعد الانتهاء من إخراجه مراجعة كافية، ومثال ذلك إشارته ص 38 إلى أن ترجمة عثمان بن منصور في ص10وهي في ص 25، وكذلك الإشارة إلى ترجمة الخلاّل وأرسطو. ومع دقة المحقق المعروفة فإن الكتاب لم يخل من بعض الأخطاء الطباعية، ومثالها في الصفحات: 7و29و33و142. وملحوظة أخيرة ربما تكون من نصيب الجهة المسؤولة عن النشر في الدارة، وهي خلو كعب الكتاب من المعلومات، وخلو الكتاب نفسه من رقم الطبعة وتاريخ النشر بالهجري والميلادي، ووقوع خطأ في ضبط اسم المحقق إذ كتب على الغلاف " الدخيَّل"، والصواب " الدخيِّل"، وأقترح إضافة تاريخ ولادة ابن بشر ووفاته على الغلاف. [email protected]