أعلن الجيش المصري في بيان أصدره أمس أنه يدرك “مشروعية مطالب الشعب”، وأكد أنه “لن يلجأ لاستخدام القوة” ضده عشية تظاهرتين مليونيتين دعا اليهما المتظاهرون المطالبون بإسقاط الرئيس حسني مبارك. وقال الجيش في بيان بثه التلفزيون المصري ان “حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع”، مؤكدا ان القوات المسلحة “لم ولن تلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب المصري”. من جهته أعلن التلفزيون المصري أمس تشكيل الحكومة الجديدة، التي أدت اليمين الدستورية برئاسة الفريق أحمد شفيق، حيث أبقت على 16 وزيرا في مناصبهم من بينهم وزراء الخارجية والدفاع والعدل، فيما كان نصيب الوجوه الجديدة منها 13 وزيرًا؛ بينهم اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الذي خلف اللواء حبيب العادلي والدكتور سمير فوزي وزير المالية خلفًا للدكتور بطرس غالي. واستحدث التشكيل الجديد حقيبتين هما وزارة الدولة لشؤون مجلس الشورى ووزارة الدولة لشؤون الآثار، فيما ألغيت وزارة الاستثمار. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الذي تلا البيان: “إلى شعب مصر العظيم، إن قواتكم المسلحة إدراكا منها بمشروعية مطالب الشعب وحرصا منها على القيام بمسؤوليتها في حماية الوطن والمواطنين، كما عهدتموها دائما، تؤكد ان حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع”. وشدد البيان على ان “القوات المسلحة على وعي ودراية بالمطالب المشروعة للمواطنين الشرفاء”. ودعا الجيش المواطنين الى “عدم الإقدام على أي عمل من شأنه الاخلال بأمن وسلامة الوطن وتخريب المصالح العامة والخاصة”. وقال البيان إن “إقدام فئة من الخارجين على القانون بترهيب وترويع المواطنين الآمنين أمر غير مقبول، ولن تسمح القوات المسلحة به أو بالاخلال بأمن وسلامة الوطن”. ووجه نداء الى المصريين بالمحافظة على “مقدرات وممتلكات شعبكم العظيم، وقاوموا أعمال تخريبها سواء كانت عامة أو خاصة”. وتابع البيان أن “تواجد القوات المسلحة في الشارع المصري من أجلكم وحرصا على أمنكم وسلامتكم وقواتكم المسلحة وهي لم ولن تلجأ الى استخدام القوة ضد هذا الشعب العظيم الذي لم يبخل على دعمها في جميع مراحل تاريخه المجيد”. وختم البيان ان وزارة الدفاع “تؤكد على أن قواتكم المسلحة هي الدرع الواقية والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ فحافظوا عليه”. من جهتها اوردت شبكة “سى ان ان” أن الجيش الأمريكي أرسل وحدة من قوات مشاة البحرية “مارينز” وصفت بأنها “مدججة بالسلاح” إلى القاهرة، وقد وصلت إلى السفارة الأمريكية لحمايتها، وأبدى البيت الابيض ارتياحه الى “ضبط النفس”، الذي ابدته قوات الامن المصرية في مواجهة المتظاهرين، ودعا الى الهدوء عشية التظاهرات الحاشدة المتوقع ان تجري في مصر اليوم. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس انه جرت اتصالات بين الولاياتالمتحدة والحكومة المصرية خلال ايام الاضطرابات. واضاف “لذلك فنحن مسرورون بضبط النفس الذي يجري ونشجع ذلك، حتى ونحن نرى التقارير عن تزايد مشاركة المتظاهرين اليوم”. وقال جيبس ان البيت الأبيض يأمل في أن يسود الهدوء وعدم العنف “التظاهرة المليونية” في القاهرة، إلا ان المتحدث امتنع عن دعوة مبارك الى التنحي، رغم دعوة بلاده الى الانتقال المنظم الى الديمقراطية. وأضاف أن “ذلك لا تقرره حكومتنا.. بل الشعب المصري هو من يقرره”. وشدد جيبس على انه تتعين معالجة الازمة الناشبة في مصر من خلال اجراء محادثات مجدية بين مختلف الاطياف في البلاد وان الولاياتالمتحدة لا تنحاز إلى أي من الجماهير في الشارع أو الحكومة. وقال روبرت جيبس ان خبراء مجلس الامن القومي الامريكي يراقبون الاثار المحتملة للاضطرابات وحالة عدم اليقين السياسي في مصر على أسواق النفط والاسواق المالية. وأبلغ جيبس الصحافيين ان مجلس الأمن القومي لم يرصد حتى الآن أي تعطل للمرور في قناة السويس وهي ممر مائي رئيسي لمرور السفن التجارية في المنطقة. إلى ذلك قال عصام العريان العضو البارز بجماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة بصدد تشكيل لجنة سياسية موسعة مع الدبلوماسي المتقاعد محمد البرادعي للحديث مع الجيش بعد دخول الاحتجاجات يومها السابع، قال مصريون في شوارع القاهرة: إن لديهم تحفظات على البرادعي الذي عرض القيام بدور زعيم لفترة انتقالية لإعداد مصر لإجراء انتخابات ديمقراطية. وذكر العريان أن الإخوان يناقشون تشكيل لجنة تفاوض موسعة للقضايا السياسية مع البرادعي لتعكس إرادة الناس وتتفاوض مع الجيش. وفى سياق متصل أعلن مسؤول في هيئة قناة السويس أمس أن القناة تعمل بكامل طاقتها ولم تتأثر ب “الانتفاضة”. من جهة أخرى، أطلق الجيش المصري أمس ستة أجانب من العاملين في قناة “الجزيرة انجليش” الناطقة بالانجليزية بعد ان اعتقلهم من الفندق الذي كانوا يقيمون فيه وسط القاهرة، ميدانيا، استمر قطع خدمة الانترنت في جميع انحاء مصر وكذلك خدمة الرسائل النصية القصيرة على الهواتف المحمولة. وبعد الظهر بدأ توافد آلاف المتظاهرين المصريين على ميدان التحرير. ووصلت اعدادهم فى العصر قبل بدء سريان حظر التجول الى 250 الفًا فى وجود قوات الجيش المنتشرة في الميدان والتى لا تتعرض للمتظاهرين الذين يتعايشون ويتبادلون الاحاديث الودية مع الضباط والجنود. ويقوم شباب من اللجان الشعبية التي شكلت، بالتحقق من انه لم يندس رجال شرطة بالزي المدني بين المتظاهرين الذين فقدوا الثقة تماما في الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية التي اطلقت عليهم الرصاص الحي، وفق شهادات متطابقة لاطباء استقبلوا المصابين في المستشفيات الجمعة والسبت الماضيين. وليست هناك حصيلة واضحة لعدد ضحايا التظاهرات التي اقعت 125 قتيلا على الاقل واكثر من ألفي جريح. ودعا محتجون مصريون الى مسيرة مليونية اليوم الثلاثاء، حسبما ذكر المنظمون. وقال عيد محمد احد المحتجين ومنظمي التظاهرات: قررنا ان نقوم بمسيرة مليونية.