يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفل التكريم الذي يقيمة مساء اليوم منسوبو الرئاسة العامة لرعاية الشباب لرئيسهم السابق الأمير سلطان بن فهد والذي ترجل عن المهمة بعد حوالى عشرين سنة من العمل الدؤوب والعطاء الفياض حققت معه الرياضة السعودية العديد من الإنجازات الرياضية حيث يتضمن حفل التكريم الذي سيقام في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض كلمتين للرئيس السلف والرئيس الخلف وقصيدة شعرية ومن ثم يقوم راعي الحفل بتكريم المحتفى به. كأس آسيا البداية والنهاية لعله من المصادفات العجيبة أن يكون مقدم الامير سلطان بن فهد الى العمل الرياضي والشبابي إبان تحضيرات الأخضر لكأس الأمم الآسيوية التي اقيمت في اليابان عام 1992 والتي فقد فيها الاخضر اللقب لاول مرة امام الكمبيوتر الياباني الذي بدأ من تلك البطولة حضوره القاري والهيمنة على بطولاتها ، وان تكون مغادرة سموه للساسة الرياضية بعد النتائج المخيبة للآمال في كأس الامم الآسيوية التي اقيمت الشهر الماضي في الدوحة وكانت بداية السقوط أمام المنتخب الياباني بعد سنوات حافلة بالعطاء رأى معها الفارس ان يترجل عن صهوة الفرس وترك المهمة لآخر يكمل المسيرة. المناصب والعمل وكان الأمير سلطان بن فهد قد ولد في الرياض عام 1371 ه / 1951 م وهو الابن الرابع لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله بعد كل من فيصل ومحمد وخالد ومن بعده سعود وعبدالعزيز حيث تلقى تعليمه في معهد العاصمة بالرياض وبعد نيله الثانوية العامة توجه الى كلية سانت هيرست العسكرية في بريطاينا التي تخرج منها عدد من الزعماء والقادة في العالم وبعد تخرجه عمل في القوات البرية السعودية ، وتنقل معها بين عدة مناطق من الشمال الى الجنوب وتدرج في السلك العسكري حتى حصل على رتبة مقدم. نقلة نوعية في العمل والعطاء وفي مطلع التسعينات الميلادية من القرن الماضي انتقل سموه للمجال الرياضي عندما عين نائبا للرئيس العام لرعاية الشباب حيث تواكب مقدمه مع اعادة تشكيل الاتحادات الرياضية ، وتطبيق نظام الاحتراف في الملاعب السعودية وعودة اللاعب الاجنبي ، وكانت كأس الامم الآسيوية باليابان اول مهمة خارجية له مع المنتخب ، وفي عام 1999 انتقل الامير فيصل بن فهد الى رحمة الله تعالى بعد ان انطلق بالرياضة السعودية من ضيق المنافسات المحلية الى رحاب العالميه في كثير من الالعاب الرياضية وهو الذي سبق عصره بالاعتماد على الاكاديميات في التدريب والتطوير لكن ضعف البنية التحية للرياضة السعودية آنذاك لم يحقق له الهدف المأمول ، فعمل على إنشاء بنى تحتية عظيمه، وعُين الأمير سلطان بن فهد رئيسا عاما لرعاية الشباب خلفا له واستمر في هذا المنصب حتى الخامس عشر من يناير 2011م الماضي عندما صدر أمر ملكي يقضي بإعفاء سموه من منصبه بناء على طلبه وتعيين نائبه الأميرنواف بن فيصل رئيساً عاما لرعاية الشباب بمرتبة وزير. العمل في ألغام التحديات ولم تكن فترة عمل الأمير سلطان بن فهد على هرم رعاية الشباب واتحاد كرة القدم بالمهمة السهلة اطلاقا نظرا للمتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة عموما والمملكة خصوصا وأثرت كثيرا على دوران عجلة العمل الرياضي مما سبب لسموه الكثير من المتاعب لعدم قدرة الرئاسة في توفير المبالغ المطلوبه لدفع مسيرة الحركة الرياضية الى الامام وجعلها تسير في خط متوازٍ مع مثيلاتها في الدول الاخرى فكانت هناك ارتفاعات وانخفاضات وتعرجات في المسار ولا سيما الكروي جعل الامير سلطان بن فهد في مواجهة النقد الاعلامي والذي تجاوز حدود المعقول في بعض الاحيان ولاسيما بعد خسارة المنتخب امام المانيا في كأس العالم باليابان حيث صمد سموه أمامها وحافظ كثيرا على المنجزات السعودية للمنتخبات السعودية التي تحققت في عهد سلفه الأمير فيصل بن فهد وكان من أبرز إنجازات سموه على صعيد المنتخبات السعودية الثلاثة لكرة القدم على المستوى الإقليمي والعربي والقاري تأهل المنتخب السعودي الوطني الأول لنهائيات كأس العالم 1998م بفرنسا . والتأهل لنهائيات كأس العالم 2002م بكوريا واليابان ، وكأس العالم في المانيا 2006 ، وبطولة كأس العرب بالكويت 2002م. ودورة كأس الخليج العربي الخامسة عشرة بالرياض 2002م . ودورة كأس الخليج العربي السادسة عشرة بالكويت 2003م . وذهبية دورة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة عام 2005م. كما حقق المنتخب السعودي لدرجة الشباب العديد من الإنجازات من أبرزها التأهل لنهائيات كأس العالم العاشرة بنيجيريا 1999م والتأهل لنهائيات كأس العالم 2003م في دولة الإمارات. وحقق المنتخب السعودي للناشئين العديد من الإنجازات في عهد سموه ومن أبرزها الحصول على كأس بطولة سابك الثانية للناشئين (تحت 17 سنة) لكرة القدم لدول مجلس التعاون بالرياض 2002م وكذلك كأس البطولة الثالثة بقطر 2003م. تحديث النظم والتحلل من المركزية وكان سموه تواقا إلى التطوير في الأنظمة واللوائح لجعل الرياضية السعودية حديثة في مفهومها، مواكبة للتطورات ، فنظمت في عهده اول انتخابات جزئية في الاتحادات الرياضية لاخيتار نصف الاعضاء ، وجرى تحديث اللوائح والنظم المعمول بها داخل اللجنة الاولمبية والاتحاد السعودي لكرة القدم ، وعمل منح اللجان العاملة في الاتحاد صلاحيات واسعة جدا بهدف التخلص من المركزية التي يدار بها الاتحاد منذ خمسة عقود ووجد في نائبه الشاب المتخصص في القانون الامير نواف بن فيصل خير معين له على ذلك. الألعاب المختلفة ورغم حب الامير سلطان وهيامه بكرة القدم الا انه كان داعما كبيرا للألعاب المختلفة مما ساعدها على تحقيق انجازات عظيمة في عهده حيث حصلت ألعاب القوى والفروسية ميداليات اولمبية لاول مرة ، وكذا في بطولة العالم للفروسية ، وكانت المنتخبات السعودية حاضرة بقوة في ثلاث دورات للألعاب الآسيوية هي : كوانجو بكوريا ، الدوحة بقطر ، غوانزو بالصين ، تأهل منتخب كرة اليد لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة وهناك انجازات كبيرة لرياضات البولنج ، المبارزة ، وذوي الاحتياجات الخاصة. وأحاط سموه اهتمامه الجم بالمدربين الوطنيين حيث عهد لهم تدريب العديد من المنتخبات السعودية في كافة الألعاب وكانوا عند حسن ظن سموه عندما حقق المدربون الوطنيون العديد من الإنجازات في المحافل العربية والعالمية. العمل العربي والدولي ولقد عمل الأمير سلطان بن فهد على تعزيز العلاقات التى بدأها سلفه مع اللجنة الاولمبية الدولية ، والاتحاد الدولي لكرة القدم حتى بلغت ذورتها ، واصبحت المنظمات الدولية تنظر الى السعودية على انها قوة مؤثرة في الحركة الرياضية العالمية من خلال مساهماتها المختلفة وعمل قياداتها على النهوض بالرياضة العربية من خلال الاتحاد العربي للالعاب الرياضية سابقا ( اتحاد اللجان الوطنية الاولمبية حاليا ) والاتحاد العربي لكرة القدم الذي شهد مع سلطان بن فهد ازهى فترات عمله على الساحة ، وكانت السعودية مقصدا للمسؤولين الدوليين في السنوات الماضية لما تحظى بها القيادة السعودية من ثقة لدى المسؤولين الدوليين. ************************** بن ناصر : شكرًا صاحب الخلق الرفيع الدكتور صالح احمد بن ناصر كان واحدا من ابرز القيادات التي شاركت سموه رحلة العمل والتي من خلالها اكتشف خلق الأمير سلطان واسلوبه الراقي في التعامل وهو يقول: لا يمكن أن ننسى هذا الرجل بخلقه الرفيع وعطائه الكبير ، واسلوب تعامله الراقي جدا فقدم لنا نموذجا راقيا في اخلاقيات العمل الاداري تمثل في التكريم والتحفيز والاحترام والتقدير ، وسيبقى رمزا من رموز الحركة الرياضية والعمل الرياضي الذي اعطاه الشيء الكثير، سيذكره الناس كثيرا كما نذكر اليوم بكل الحب شقيقه الراحل الامير فيصل بن فهد واضاف بن ناصر القول: لقد بذل الرجل جهدا جبارا لتحقيق آمال الشباب السعودي وتطلعاته لاستمرار المسيرة المباركة التي بدأها سلفه الامير فيصل حيث حققت معه انجازات عظيمة تتحدث عن نفسها ويحتفظ بها سجل الانجازات الرياضية برغبة صادقة في التطوير ، واخلاص متناهٍ في العمل ، وحب كبير للشباب الذي تحمل أمانته ، وقرر اخيرا برغبته الاستراحة من عناء المشوار ليترك لنا ذكرى عاطرة لمسيرة حافلة. واردف ابن ناصر القول من حسن الحظ ان من خلفه هو الأمير الشاب نواف بن فيصل الذي احسن والده تربيته واعداده لتحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات التي برهنت على كفاءته ، وحنكته ، وذكائه ، وهو اليوم يمثل طموح الشباب بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وهو الذي استفاد كثيرا من تجربة العمل مع الأمير سلطان بن فهد سائلين الله تعالى ان يبارك لسلطان في صحته وعافيته وان يهب نواف التوفيق والسداد لمواصلة الرسالة ، كما أننا نتوجه بالشكر الوفير والاحترام العظيم لراعي مناسباتنا الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي اعتدنا منه الوفاء ، والتكريم والتقدير والذي اعطانا عبر عقود امثلة ونماذج كثيرة في هذا المجال.