تحوّلت موقع التواصل الاجتماعي الشهير “تويتر” أول من أمس إلى متنفس للتعبير عن الغضب، غير أن الدخول إليه أمس أصبح صعبا بسبب كثافة الدخول على الموقع، فيما كان “تويتر” قد وصف جدة ب “العجوز صديقة الكوارث”، وحرص المتراسلون على جعل الموقع جسرًا لبث رسائل التنبيه مدعومة بالصور“المفزعة”، مشيرة إلى الأماكن التي يعاني فيها الأهالي من تداعيات السيول الجارفة. وكان عدد كبير من رواد “التويتر” قد اتخذوا من التقنية الشهيرة وسيلة اتصال سريعة تحذر الأهالي بمخاطر الأمطار وتحثهم على الابتعاد عن أحياء منكوبة، وعدم الوصول إليها بعدما تحولت إلى بحار، فيما استغرب كثيرون كيف أن أمانة جدة وكافة الجهات ذات العلاقة لم تستفد من كارثة جدة الأولى قبل عام وشهرين حيث أن أمطار أول أمس أثبتت أن الحال كما هو بلا تغيير يذكر. أسئلة “مفتوحة” تنتظر إجابة عن المصير الذي آلت إليه جدة رغم كل التسهيلات المادية التي قدمتها الحكومة الرشيدة بغية تحسين ملامح العروس التي أوهنها الإهمال وتقاعس الجهات المعنية. وعلامات استفهام كبيرة عن المليارات التي أنفقت من أجل تحسين الجسور والأنفاق التي غرقت بالمياه على الرغم من أن عمر إنشائها لا يتعدى السنوات القلائل. رواد الفيس بوك ومتابعو التويتر شاركوا بكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر حجم وفظاعة تأثير المطر في جدة ورغم ما شهده الفيس بوك من مشاركات جادة وهادفة عن قضية كارثة جدة إلا أنه لم يخلو من كثير من المشاركات الساخرة وصلت إلى حد كتابة قصائد حزن ورثاء في العروس وتبادل النكات المضحكة التي تحمل تقاسيم العجب من الصورة التي آلت إليها جدة. ولم يخف المتراسلون الطرق على وتر تزامن الأمطار مع يوم الأربعاء تحديدًا مؤكدين أنه يوم يعيد ذكريات الفواجع والكوارث وبذكر الأهالي بشهداء الأربعاء الحزين ممن دفعوا أكبر ضريبة للإهمال. انهيار الجسور واحتجاز الطالبات والمعلمات والطرق المقطوعة حفز رواد مواقع التواصل الاجتماعي لبث “أدعية الاستغاثة والرجاء للرحمن” بإنقاذ جدة من ويلات الأمطار التي رفضت التوقف لساعات طويلة “اللهم أرحمنا” اجعلها أمطار خير. أحمي شبابنا وبناتنا من الهلاك هذه التعابير والأدعية كانت القاسم المشترك على لسان الجميع ممن ينشدون سلامة جدة وعافية أهلها.