أخيرًا .. أوقع رجال الأمن في محافظة جدة بوافدين يمنيين اعترفا بسرقة ما يزيد على 42 فيلا وشقة سكنية في أحياء متعددة، وذلك بعد ملاحقة أمنية إمتدت لعامين. اللّصان اللذان اختارا لقبي “المطري” وعمره 38 عاما، و“أبكري” 28 عاما، كانا يعتمدان على خفة حركتهما وتنقلاتهما السريعة التي مكنتهما من تنفيذ جرائمهما والدخول إلى الفلل والمنازل بعد التثبت من خروج ملاكها أو غيابهم عنها وسرقة ما يجدانه أمامهما من مقتنيات مع التركيز على كل ما خف وزنه وغلا ثمنه. وتمكنت فرق التحريات والبحث الجنائي بوحدة جرائم الأموال من القبض على الوافدين بشقة استأجراها بإقامة مزوّرة وكان يقيم فيها الاول برفقة سيدة لا تربطه بها اي علاقة، حيث نجحت في الوصول اليهما بعد ان سجلت اقسام مراكز شرطة جدة العديد من البلاغات حول تعرض منازل للسرقة والسطو، حيث وجه مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي بضرورة تكثيف التحريات والعمل الامني للوصول الى الجناة والقبض عليهم وكشف جميع القضايا التي تورطوا فيها. وعلى الرغم من المتابعة المتواصلة وعمليات البحث والتحريات عن الجناة إلا أن اللصين كانا حريصين في تنقلاتهما وتنفيذ جرائمهما وكان اللص الاول يتنقل بإقامة مزورة استطاع من خلالها استئجار العديد من الشقق السكنية بهدف تغيير موقعه وتشتيت عمليات المتابعة الأمنية, كما عمد الى الهروب من البلاد بعد تنفيذ عدد من الجرائم وشعوره بالخطر وإحساسه بقرب رجال الامن منه، مما جعله يغادر الى اليمن وبعد فترة يعود الي جدة مستخدما إقامات مزورة, وكانت عودته الأخيرة قبل بضعة اشهر حيث استأجر شقة سكنية جعلها نقطة انطلاق لتنفيذ جرائمه، وكان يقيم في الشقة برفقة امرأة من بني جلدته لا تربطه بها أي علاقة. وتواترت هذه المعلومات لدى وحدة جرائم الامول التي واصلت تحرياتها عنه، حتى تمكنت من الوصول الى الهدف وتحديد موقع سكنه على شارع قريش في حي البوادي بجدة. وتم تشكيل فريق أمني سري باشراف ومتابعة مدير إدارة التحريات والبحث الجنائي العقيد محمد الخماش حيث تم التوجيه بضرورة رصد كل تحركات المشتبه به وعدم ترك الفرصة له للهرب من جديد، وتولى رئيس وحدة جرائم الأموال وضباط الوحدة ملاحقة الجاني وقاموا بتطويق منزله ومداهمته حيث قبضوا عليه والمرأة التي كانت برفقته، وتم نقلهما للتوقيف وأخضاعهما للتحقيق، وبمواجهتهم بالعديد من قضايا السرقات والسطو حاولوا التنصل منها وانكار علاقته بها، غير أن مضاهاة البصمات اكدت تورطه في سرقة عدد من المنازل حددها رجال التحقيق في استجوابهم وهو ما جعله ينهار ويكشف عن حقيقته معترفا بسرقة ما يزيد عن 42 فيلا وشقة سكنية وانطبقت بصماته على ما يزيد عن 30 حادثة تمت مباشرتها من قبل اجهزة الامن سابقا. وذكر انه كان ينفذ جرائمه بمعاونة احد رفاقه وأنهما كانا يعتمدان في تنفيذ جرائمهما على خطتين: الاولى تتمثل في متابعة ورصد تحركات الأسرة التي تقيم في السكن المستهدف ومعرفة مواعيد دخول أفرادها وخروجهم ومن ثم تحديد وقت التسلل إلى المنزل بالقفز فوق سور الفناء الخارجي، ومن ثم الدخول الى غرفه من فتحات التكييف التي لا يتم إغلاقها او من خلال النوافذ المقفلة بالزجاج فقط، او من فتحات المطبخ، أما الطريقة الأخرى فيتم تنفيذها من خلال طرق باب الشقة والتأكد من عدم وجود أحد بداخلها، حيث يقومان بعدها بفزر الباب او الدخول من شرفة الشقة في غياب سكانها وسرقة ما بداخلها من هواتف نقالة وأجهزة حاسوبية ومجوهرات ونقود وكل ما غلا ثمنه وخف وزنه.وذكر اللص انه كان يتنقل بين الحين والاخر بإقامات مزورة، وانه استأجر عدة شقق سكنية باقامات مزورة وكان يحرص على تغيير مكان اقامته بين فترة وأخرى، وينتقل من حي لآخر حتى لا يتم الوصول اليه، كما كان يهرب الى خارج البلاد بعد تنفيذه العديد من الجرائم حتى لا يقع في أيدي رجال الامن، ثم يعود ثانية بعد هدوء الوضع. ولم تكن هذه الاعترافات الدليل الوحيد على اللصين بل أظهرت عمليات مضاهاة البصمات تورطهما في 30 قضية سرقة نفذاها في أحياء عديدة بجدة، وضبط رجال البحث بحوزتهما عند القبض عليهما على كمية من الأسورة والمجوهرات ومجموعة من الهواتف النقالة والبطاقات المزورة. وأوضح الناطق الاعلامي لشرطة جدة العقيد مسفر بن داخل الجعيد أنه تم كشف مرتكبي جرائم السرقات في عدد من المنازل بأحياء مختلفة، حيث تم الوصول إلى وافدين يمنيين أثبتت التحقيقات والمعلومات تورطهما في 42 جريمة سطو وسرقة للعديد من المنازل والشقق، وان بصماتهم انطبقت على 30 جريمة باشرتها فرق الامن، حيث رفعت الادلة الجنائية البصمات من مسرح الجريمة في حينه. وقال: إن التحقيقات متواصلة مع المتهمين تمهيدًا لإحالتهما للجهات القضائية لمحاكمتهما شرعا.