ابنتي الوحيدة تبلغ الخامسة إذا أساءت أو أبت فعل شيء ما أقول لها هذه ليست ابنتي سحر لأن سحر تطيع أوامر ماما ولا تعصيني، فتبدأ بلبس شخصية سحر المطيعة وتنقلب من طفلة مشاكسة إلى طفلة مطيعة فأصبحت تطلب مني أن أقول لها هذه المسرحية إذا رفضت أوامري لتطيعني فهل أخطأت؟ فقد بدأت أخشى عليها لأنها تمثل دور الشخصيتين متى ما أرادت. إن مرحلة الطفولة مرحلة حساسة جدًا في حياة الإنسان، وذلك لأن معظم ملامح الشخصية تتشكل في هذه المرحلة، لذا كان من الواجب على من يتولى رعاية الطفل من أم وأب مراعاة استخدام طرق التربية والتوجيه الصحيحة، والاعتناء بالطفل حق الرعاية بلا إفراط ولا تفريط، ويختلف الأطفال عمومًا في المحفزات التي تؤثر عليهم إيجابا فبعضهم يتأثر بالثواب كالكلمات الجميلة الرقيقة والألعاب والحلويات وما إلى ذلك، والبعض يتأثر بالعقاب واستخدام الكلمات والنظرات التي تعبّر عن عدم الرضا، وقد يكون ارتياح طفلتك للكلمات الجميلة من مثل سحر الطيبة وسحر المطيعة ناتج عن قلة استخدام هذه الكلمات في الحياة عموما أو في حياتك الأسرية، أو قد تعاني من الغيرة من أخ أو أخت أصغر منها، ولا تنسي أهمية البحث عن السبب الرئيس وراء المشاكسات التي تحدثها طفلتك فإن كان هناك سببا معينا كالغيرة أو فقدان حاجة كالحنان مما يجعلها تلجأ للمشاكسة للفت الانتباه وإشباع هذه الحاجات عليك بمعالجته، وإن لم يكن ينبغي مراعاة تلوين الأساليب التي تتبعينها مع طفلتك عن طريق تنويع العبارات والابتعاد عن استخدام أسلوب “سحر المطيعة والطيبة” تخوفا من الآثار السلبية التي أشرتي إليها في سؤالك، لأنه في التربية عموما ينصح بتغيير المحفزات والمثيرات الخاصة بتثبيت سلوك مرغوب أو حذف سلوك غير مرغوب فيه، والزمي ذلك لأسبوعين على الأقل ستفقد بإذن الله اهتمامها بالأسلوب الأول، ولا تنسي ما لإغداق الحنان على طفلتك من أهمية بالغة في التأثير عليها.