اعتاد الكثيرُ من المسلمين -وخاصةً من سكان البلد الحبيب- قضاء شهر رمضان المبارك في مكةالمكرمة، بجوار بيت الله العتيق عز ربنا وجل قدره، والبعض الآخر في مدينة المصطفى المدينةالمنورة صلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا، والبعض يقضي الأيام الأواخر من الشهر الفضيل. وقد كان معتادًا لدى المشرفين على مواقف الحرم النبوي الشريف تأجيرها لمَن أراد بالسنة، ولمَن أراد لشهر رمضان المبارك فقط. وكان التأجير يبدأ من بداية العام، وكل حسب رغبته، وهذا العام فرضوا التأجير السنوي، وألغوا التأجير لشهر رمضان المبارك؛ ممّا شكَّل دفع مبالغ من المستأجرين للمواقف في شهر رمضان، دون الاستفادة منها بقية العام. والحق يُقال إذا كان حجم الطلب السنوي لسكان المدينةالمنورة يشغلها جميعها، ففي هذه الحالة يكون الحق مع الجهة المؤجِّرة، أمّا إذا كان الوضع غير ذلك، وهناك فائض عن الطلب السنوي، فما المانع من تأجيرها لشهر رمضان المبارك فقط؟ علمًا بأن مبالغ تأجيرها لشهر رمضان فقط، يفوق ثلث الإيجار السنوي، حيث إنه يقارب النصف منه. المأمول إعادة النظر في القرار بما يتلاءم مع صالح ومصلحة الجميع. عُمرة رمضان عُمرة رمضان المبارك مطلب لكثير من المسلمين، منذ أن ذكر أجرها صلى الله عليه وسلم، وخاصة أنها تعدل حجة معه صلى الله عليه وسلم، “ويا له من أجر وشرف ما بعده شرف وأجر”، وسوف يدوم مطلب هذا الأجر العظيم، والمسلمون في تزايد مستمر، وسنويًّا يلمس الجميع الزيادة في أعداد المعتمرين، ومنذ سنوات تم منع دخول المعتمرين بمركباتهم الخاصة، وتولَّى النقل الجماعي مهمة النقل من المواقف المخصصة إلى الحرم المكي الشريف، وحقيقة لم يتطور ولم يُطوِّر نفسه النقل الجماعي، سواء من تنظيم المواقف، إلى تجهيز الحافلات وملاءمتها. ولهذا أصبحت الحاجة ضرورية لقطارات تحت الأرض، وحول الحرم ككل، وتكون بشكل متطور ملائم، يتلاءم مع هذا العصر الذي يتطور كل شيء فيه بصورة مذهلة، وأيضًا إعداد المواقف وتجهيزها بما يتناسب مع مستوى حضاري راقٍ ليس بالمستحيل. وكم يُصرف على مشروعاتنا بالمليارات، وغيرنا يُجهز أفضل منها، وبأقل تكلفة، وفي مدة زمنية أقصر بكثير، والخلل الحقيقي أين؟! بالتأكيد يعلمه رب العباد سبحانه وتعالى. وما اتّكالي إلاّ على الله، ولا أطلبُ أجرًا من أحدٍ سواه. فاكس 6286871 ص، ب 11750 جدة 21463 [email protected]