تواصل الاقبال الشديد على مراكز الاقتراع في جنوب السودان امس لليوم التالى للمشاركة في الاستفتاء حول مستقبل الجنوب، وبلغت نسبة المشاركة 20% من الجنوبيين. في حين اوقعت معارك قبلية في منطقة ابيي المتنازع عليها 36 قتيلا على الاقل فى اشتباكات بين دينكا نقوك والمسيرية وقال باولينا واناويلا اونانغو العضو في لجنة الاستفتاء في مؤتمر صحافي ان «نسبة الذين صوتوا امس الاول في ولايات الشمال وصل الى 14% فيما وصل في الجنوب الى 20%».واوضح ان النتائج النهائية ستعلن في الثاني من شباط/فبراير المقبل اذا لم تقدم اعتراضات. وفى سياق متصل قال لوكا بيونق المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب إن شمال السودان وجنوبه سيحسمان أمر منطقة أبيي المتنازع عليها لكن قبيلة المسيرية العربية تخاطر بإثارة غضب دولة جنوب السودان المستقلة المستقبلية في حال استمرارها في القتال. وقال “ المسيرية” يستغلها بعض أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان وستدفع ثمنا غاليا في نهاية المطاف. وأضاف «سيأتى وقت تقول فيه حكومة جنوب السودان “للمسيرية “.لقد صرتم مشكلة حقيقية بالنسبة لنا واذا حدث ذلك ستكون ارزاقهم على المحك.» وفى سياق متصل قال اللواء فضل الله برمة ناصر القيادى بحزب الامة والمسؤول النافذ بقبيلة المسيرية ان ما جرى خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية من معارك بين المسيرية ودينكا نقوك الذين تساندهم وتدفعهم قوات الحركة الشعبية امر مؤسف مشيرا الى ان المنطقة لم تشهد من قبل مثل هذا التوتر بين الجانبين الذين كانوا يعيشون فى امن وسلام وجوار مستقر وقال فى تصريحات ل” المدينة” ان حزب الامة اعد مقترحات جديدة لتهدئة النفوس وقبلها المسيرية وتتمثل فى فترة انشاء ادارة انتقالية لمنطقة ابىى من المسيرية والدينكا تحت اشراف الخرطوموجوبا ومراقبة الاممالمتحدة لمدة سنتين او ثلاثة يكون من مهامها تكوين لجان لرتق النسيج الاجتماعى وفض النزاعات وادارة المنطقة وخلق نوع جديد من العلاقات السلمية واعطاء نصيب مقدر من عائدات البترول للمساعدة فى تنمية المنطقة. واضاف اللواء برمة : ان من بين المقترحات اعطاء ابناء ابيى من” دينكا ومسيرية “ مناصب فى حكومة ولاية جنوب كردفان ووزراء فى حكومتى الشمال والجنوب ونزع السلاح من ابييى وفى حالة انفصال الجنوب تعامل المنطقة “كحالة استثنائية” ولم تتأثر مراكز الاقتراع في الجنوب بحوادث ابيي حيث تواصل الاقبال الكبير على الاقتراع في كافة انحاء الجنوب السوداني.ففي مركز الاقتراع الصغير المعروف بحي السجون في جوبا وقف عشرات الجنوبيين من نساء ورجال ينتظرون دورهم للاقتراع، في حين ان الصناديق الثلاثة الشفافة الموجودة في هذا المركز قد شارفت على الامتلاء، وقال المراقب يال اكويال اكوق الذي يقوم بمهمته هذه باسم «منتدى الشباب في جنوب السودان» وهي منظمة غير حكومية سودانية جنوبية ان «الاقبال كبير وقد وصل الكثيرون الى المكان قبل الثامنة للانتهاء باكرا من الاقتراع». من جهته قال المراقب الاخر ابراهام ايووين ان «1067 شخصا اقترعوا في هذا المركز وان الصناديق في حال امتلائها ستنقل الى مركز لمفوضية الاستفتاء وتستبدل باخرى جديدة» الى ذلك لم يختلف المشهد فى اليوم الثانى أمس عن اليوم الاول لاستفتاء جنوب السودان بالقاهرة .. ملمحان واضحان وثالث فى الخلفية .. الملمحان هما الاقبال المتوسط للسودانيين الجنوبيين وربما وراءه أن للاستفتاء ستة ايام وكذلك الفرحة التى عمت المقترعين .. أما الثالث فهو مخاوف من رحلة الاستقلال واستئثار قبيلتى الدينكا والنوير بالسلطة والثروة وقال جيمس مادول داخل مركز الاستفتاء بمدينة نصر الانفصال خيارنا الوحيد والوحدة مع الشمال لا تعنينا فنحن نسعى للاستقلال بعد كل ما واجهناه من حروب، وأيام الاستفتاء الستة هي شهادة الميلاد الجديدة لنا كجنوبيين،والتي ستسمح لنا بالعودة إلى الوطن بعد الاستقلال واشار مايكل آووك إلى جنوب السودان الذى لف به جسده وهو يقول: أعظم أيام حياتنا لأنها ستكون بداية إنهاء الاضطهاد الذي نتعرض له منذ خمسين عاماً وسننال استقلالنا ونقيم دولتنا،وأضاف بصوت منفعل سأعود لوطني أخيرا لأولد هناك من جديد بعد رحلة عناء وشقاء قضيتها كلاجئ داخل مصر.