ما نوقش في ندوة “البيئة التنظيمية للعمل الجزئي والعمل عن بعد للمرأة في المملكة العربية السعودية”، التي عقدت في يوم الاثنين 7/1/1431ه، الموافق 13/12/ 2010م، في قاعة خديجة بنت خويلد - مركز الدراسات الجامعية بجامعة الملك سعود -. وقد سبق أن استعرضت أهدافه في المقالة السابقة. ومن خلال محتوى (الأوراق العلمية التي نوقشت) سنجد أن ما ذكرته الدكتورة منيرة العلولا نائبة محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني للبنات، حول أهمية التدريب نجده في قرار مجلس الوزراء 120 الذي نص على تكليف إدارات ومؤسسات الدولة على إيجاد فرص التعليم والتدريب والتوظيف للمرأة خاصة، وكان لهذا القرار نتائج جيدة منها: 1- إنشاء المعاهد التقنية العليا للبنات التي تدرب المواطنات السعوديات على مهن كانت حكرًا على الوافدات فأتاحت للبنات فرصًا وظيفية عملية في القطاع الخاص والقطاع الحكومي.2- تشكيل لجنة تفعيل عمل المرأة من المنزل. وأشارت إلى اللائحة المقترحة لتنظيم العمل عن بعد المقدمة من قبلها لمنتدى العمل عن بعد الفرص والتحديات المقام في القصيم، والتي اشتملت على 13 فصلًا و58 مادة، وشكلت لها لجان ودرست، ورفعت للمقام السامي وينتظر أن تقر. أما الدكتورة سعاد الحارثي ففي مشاركتها (استراتيجيات العمل عن بعد لمواجهة التحديات المستقبلية في بيئة منظمات الأعمال) وضحت (أنَّ العمل عن بعد توجه عالمي في بيئة الأعمال، وأكدت العديد من الدراسات الحديثة أن العمل عن بعد يعطينا فرصة للتنوع الثري، وهناك إحصائية أعدتها سيسكو عن العمل المرن أشارت إلى أنَّ 66% من العينة لديهن الرغبة في العمل من أي مكان وفي أي زمان مع راتب أقل بشرط عدم الحضور للمكتب). ** كما أن هناك دراسة أمريكية في عام 2009 أشارت إلى أن 48٪ من أرباب العمل بالولايات المتحدةالأمريكية لديهم خطة لتوفير فرص عمل عن بعد خلال عام 2009م، ومن المتوقع وصول عدد العاملين بهذا النظام بها عام 2010م إلى (30) مليونًا، و(10) ملايين في المملكة المتحدة. إذا هذا هو التوجه العالمي (ونحن نبدأ من حيث بدؤوا بكل ما في تلك الاتجاهات للاختلاط من مساوئ على مختلف المستويات التشريعية الدينية والأسرية والمجتمعية)!! أما الدكتورة حنان الجويعد فقد وضحت الدوافع لتبني العمل الجزئي للمنظمات والأفراد التي تتمثل بالنسبة للمنظمات: تقليل البطالة، والاستفادة من القوى الوطنية، وتحسين مهارات الموظفين، وجذب الموظفين الجدد، أما الدوافع بالنسبة للأفراد فهي: تمكين الطلاب من متابعة دراستهم، وتمكين الأمهات من رعاية أطفالهن، والتسهيل لمن يعاني من ظروف مرضية. هذه الأوراق وسواها نلاحظ فيها الحرص على مشاركة المرأة في التنمية الوطنية ولكن وفق توازن بين قدرات مختلف الشرائح الاجتماعية والأهم عدم التعارض مع التشريع الرباني الذي يحرم الاختلاط وتمثل هذا في التوصيات المتميزة ومنها الآتي: الدعوة إلى إنشاء هيئة وطنية مستقلة لتطوير آلية وأنظمة العمل المرن (العمل عن بعد، العمل الجزئي، العمل من المنزل) في المملكة العربية السعودية، تتكون من جميع الجهات ذات العلاقة كوزارة العمل، والخدمة المدنية، والمالية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشركات الاتصالات. الدعوة إلى ربط جميع خطط التنمية الوطنية المستقبلية باستراتيجيات العمل عن بعد، وتوحيد أهدافها. الدعوة إلى تبني نظام العمل عن بعد في توظيف المرأة السعودية في القطاعين الحكومي والخاص. دعوة الجامعات والمراكز البحثية في المملكة إلى إجراء دراسات علمية وبحوث استطلاعية في مجالات العمل المرن، كالعمل عن بعد ونظام العمل الجزئي. 1- دعوة الإعلام بوسائله المتنوعة إلى التعريف بأنظمة العمل المرن (العمل عن بعد، العمل الجزئي، العمل من المنزل)، وأهميتها، والإيجابيات المترتبة على تطبيقها على مستوى الأسرة والمجتمع. الدعوة إلى توفير بيئة عمل آمنة للمرأة في المملكة العربية السعودية بما يتناسب مع أحكام الشريعة الإسلامية وضوابطها الشرعية. الإفادة من الدراسات العلمية، وقوانين الدول المتقدمة في عمل المرأة عن بعد، وإعادة صياغة بنودها، وموادها بما يتوافق مع تعاليم شريعتنا الإسلامية السمحاء. الدعوة إلى وضع خطة استراتيجية وطنية لتطبيق أنظمة العمل المرن (العمل عن بعد، العمل الجزئي، العمل من المنزل) في المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال: أ. مراجعة أنظمة ولوائح العمل في القطاعين العام والخاص بشكل عام، وأنظمة عمل المرأة بشكل خاص ب. تقييم التجارب الإقليمية والعالمية التي طبقت أنظمة العمل المرن، وتحديد الملائم منها لسوق العمل السعودي. ت. رصد وتقييم التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي طرأت على المجتمع السعودي، وتحديد ما يتوافق منها مع أنظمة العمل التي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية. ث. حصر القطاعات والمهن والمجالات الملائمة لتطبيق أنظمة العمل المرن. ج. وضع خطة مرحلية متوازنة لتطبيق أنظمة العمل المرن على مستويات عدة في سوق العمل السعودي، مع الاهتمام بعامل التوزيع الجغرافي المتكافئ. ح. تطوير البنية التحتية وتوفير التقنية اللازمة في بيئات الأعمال، والقطاع السكاني بشكل سريع مع مراعاة التكامل مع أهداف التنمية الأخرى بعيدة المدى. ** هذه الجهود المباركة نسأل الله أن تسهم في المشاركة الحقيقية للنساء في التنمية بعيدًا عن أي تفعيل سلبي لبنود اتفاقيات أممية في مناخنا الاجتماعي المسلم. • أكاديمية وكاتبة [email protected]