قال الضَمِير المُتَكَلّم: قبل عدّة ليالٍ أصابني القلق، وهجرني النوم، جرّبت طريقة (التَّعْداد)، وبدأت (واحد.. اثنان.. ثلاثة ...)، فتذكّرتُ ما نقله بعض المشاركين في التِّعْدَاد الوطني الأخير من وجود عدم دقة في بعض بياناته، فكرهتُ النوم على هذا المنكر! قرّرتُ اللجوء إلى صديقي (شَفِيع)، وشكوت له قِلة نومي، فأوصاني بكبسَة حاشي، يتلوها لِتْرٌ من اللبن على الماشي! وأخبرني أن هذه الوصفة معها أبدًا لن أُقَاسِي. سارعت بالتطبيق، وما هي إلاّ لحظات حتى تسارعت أنفاسي، وبدأت بسبب النوم أفْقِدُ كل حَوَاسّي! على السرير سَقَطت، وفي غيبوبة الكبسة يبدو أني قَد أُصبْت. مضت عِدة دقائق، وفجأة عصفت بالمكان رياح شديدة، وامتلأت الأجواء برُكَام من الغبار!! ثم أضاءت الغرفة بنور يفوق كاميرات (ساهِر) عندما تصطاد مواطنًا مسكينًا بضربة مزدوجة في حِلٍّ أو مِسْفَار!! المهم في هذه اللحظات خرج (مَارِدٌ) من فنجان (الكابتشينو)، وكان غريبًا، فهو يلبس بنطلونًا (من فئِة طيّحني، وقميصًا أحمرَ، ونظارة سوداء)!! بدأ يصرخ (هاه.. هاه.. شبيك لبيك.. أنا تحت أمرك، وخدامك، وبين يديك)، قلت له أأنت مارد؟! قال نعم. ولماذا العَجب؟ لا يغرّك مظهري (أنا عَامِل نيولُوك على الموضة)!! هَيّا أخبرني ما أمنياتك؟ فقد اخترتك لأنك عربي بلا روح، ومحدود التفكير والطموح.. اعتدلتُ، فكرتُ، قلتُ: أريد إقليمًا أَحْكُمه، وفيه يُسَبّح الشعب باسمي، أريده حتى ولو في المريخ! ضحك (المارد) قائلاً: لا ياشيخ! الأخ (المتنبي) وأنا ما أدري، لولا خوفي من ربي، لكنت أنا (كافور الأخشيدي)، وبك أُضَحّي!! هيا أنا مستعجل، فأخبرته بإصراري على الحُكْم والتّحَكّم، فقال (مَارِدِي الحبيب): أيُّها العنيد، لك مدرسة خاصة بطلابها، ومدرسيها، أحكم فيها كما تريد!! أراد الانصراف، فمنعته، وطالبته بمساعدتي في اختيار الاسم، وطريقة الحُكم في مدرستي، وبدأنا بالاسم، إذ اشترطت أن يرضي كل العرب.. احتار صديقي (المارد) وتَعَجّب، وبعد مهلة للتفكير، قفز فرِحًا بالاسم (المدرسة السلفية، الإخوانية، السرورية، الجامية، الليبرالية، الشعبية، الحَاضِرة، والبَدوية)!! وهنا قلت له: أنا أخاف وأغار من المدارس الأجنبية، فلابد أن أثبت أن مدرستي ديمقراطية، وتستنشق الحرية (لكن بمزاجي، وعلى كيفي)، فأجاب المارد أبو بنطلون: هذه سهلة.. شَكّل من المدرسين والطلاب مجلسًا سَمِّه (المجلس البَصْمجِي)، ظاهره استشاري، وباطنه أن يصادق ويبصم على تحقيق رغباتك! (قبلته مؤكدًا أنه مارد عربي أصل ومنشأ، ورخصة، واستمارة!! ألقاكم مع يوم الخميس مع التشكيل غير الوِزَارِي لمدرستي العربية!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]