احتفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء بعقد قرانه على كريمة الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز بقصر الثقافة بحي السفارات بمدينة الرياض. شرف الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء مشعل ومتعب وسلمان بن عبدالعزيز، وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، وبعض أصحاب الفضيلة الشيوخ بدول مجلس التعاون الخليجي، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء، وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، ولفيف من أصحاب المعالي الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، وبعض الشخصيات العربية والإسلامية، ووجهاء وأعيان ورجالات الثقافة، والفن، والإعلام. تدفق الألوف من المواطنين لتهنئة سموه. اللافت للنظر بأن القاعة لم يسبق لها أن امتلأت بهذا الجمع المميز إلاّ ما ندر. امتلاء القاعة بهذا الجمع المميز إنما هو تعبير صادق عمّا يكنه الناس من محبة ووفاء لسموه الكريم،لم تمتلئ القاعة من فراغ، امتلأت لأن عبدالعزيز بن فهد رائد من رواد العمل التطوعي والخيري والإنساني، نشأ على ذلك منذ نعومة أظافره، غرس فيه والده الملك فهد -رحمة الله عليه- في تربيته خصالاً حميدة (البر، والخير، والإحسان، والسخاء) وفي صباه كلّفه والده -رحمة الله عليه- ببناء عدد من المراكز الإسلامية والجوامع في عدة دول أوروبية وفي أمريكا. الأمير أياديه البيضاء في العمل الخيري ولمساته الإنسانية امتدت للمساكين، والفقراء، والأرامل، والأيتام، والمعاقين، والمرضى، وذوي الاحتياجات. سخر جل وقته وماله وجاهه لخدمتهم وتقديم يد العون لهم. حمل هم الناس ومشكلاتهم، وسعى بكل ما يستطيع من مال وجاه لإنهاء مشكلاتهم والمساهمة في مداواة مآسيهم. إنسان مناقبه وفضائله ومآثره كثيرة يندر أن يجود الزمان بشاب مثله. أعتق كثيرًا من الرقاب، عالج الألوف من المرضى، وفّر مساكن لعدد كبير من الفقراء، والأرامل، والأيتام، وغيرهم، مد يد العون لذوى الحاجة، ابتعث كثيرًا من الطلاب. عبدالعزيز بن فهد شاب خلوق مهذب متواضع بسيط لم يزده أدبه وأخلاقه وبساطته إلاّ رفعة. عبدالعزيز يكره التعالي، قريب من الناس، ألِف الناس فألفوه، أحبهم فأحبوه. عرف الناس الجانب الخيري والإنساني للأمير من خلال أعماله الخيرية والإنسانية، أمّا الجانب الآخر الذي يتميز به سموه والذي لا يعرفه إلاّ المقربون والمحاطون بسموه. أمير مثقف يستثمر جل وقته في القراءة، محاط بمجموعة من المفكرين والمثقفين وأصحاب الرأي، يتناقش ويتحاور معهم في شتى أنواع المعرفة، يتقبل الرأي الآخر، حتى ولو اختلف معه. ملم إلمامًَا تامًا بالسياسة، والتاريخ، والآداب، وعلم الفلك. مكتبته الخاصة من المكتبات النادرة تحتوي على أكثر من أربعمائة ألف كتاب، وتزخر بمخطوطات وكتب قيّمة ونادرة، ولديه هواية في اقتناء ما ندر من الكتب والمخطوطات، يشهد له بذلك دور النشر في بيروت والقاهرة ولندن وغيرها، وقد وعدني سموه بأن مكتبته ستكون متاحة للباحثين، وطلبة العلم. عبدالعزيز لم يكتف بتكفل والدته بزواج 300 مواطن بمناسبة عقد قرانه، وإنما أراد أن يدخل الفرحة والبهجة والسعادة للأيتام كما هي عادة سموه ليشمل فرحه فرح الآخرين، وذلك بتكفله بزواج أكثر من ألف يتيم ويتيمة في مختلف مناطق المملكة على نفقته الخاصة، وبهذه البادرة الحميدة المعتادة من سموه فالفرحة والبهجة والسعادة لم تغمر قلوب الأيتام فقط، بل الفرحة غمرت قلوب الجميع، وأثلجت الصدور، والألسنة تلهج بالدعاء حيث رفعت أكف الضراعة بأن يوفقك الله لما يحبه ويرضاه. جزاك الله خير الجزاء، أنت، ووالدتك، وجعلها الله في موازين حسناتكم، وهنيئًا زادك الرحمن فضلاً، هنيئًا لمَن منحه الله طيب النفس، وسجيته الكرم، ووفقه إلى الإنفاق في سبيل الله، وفي أعمال البر، وممّا أمر الله من الأعمال الخيرة الصالحة الإنفاق في سبيله، جعلك ممّن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم (مَن نفّس على مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومَن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).. ألف مبروك، وفقك الله، وبالرفاه والبنين، ورزقك الله الذرية الصالحة.