· ويهطل المطر في صباح الأربعاء الذي كنت أنوي فيه إبقاء بناتي وأولادي في المنزل خوفًا عليهم من المطر إلا إنني عدلت عن قراري حين وقفت ضده أم إياد زوجتي العزيزة، هذه المرأة التي لا تهتم بأحوال الطقس ولا حتى بنص الخبر المنشور في الصفحة الأخيرة لهذه الجريدة والمتضمن تحذير الأرصاد الجوية من هطول الأمطار على مكة في يوم الأربعاء وعلى مدينة جدة في يوم الخميس: لماذا هي هكذا دائما لا تصدقهم البتة !! وتقول عنهم إن تنبأوا بالغبار والرياح يحدث العكس تماما وإذا توقعوا هطول المطر حضرت العاديات والداريات وهي بعكسي أنا تماما ونظرا لارتباط بعضهم بامتحانات استسلمت للفكرة وحملتهم وكلي يتمتم لأعود لهم أثناء المطر وأعيش معاناتي مع الزحام والفزع وبكل مشقة كان وصولي للمنزل متعبا من الركض ومن مأساتنا الحقيقية مع الغرق في مدينة عاشت قبل عام معاناتها مع المطر لتعيشه بالأمس وبعد مرور 365 يوما وكأن شيئا لم يكن فأين المنجزات يا سادتي، ربما هي ليست سوى حفر جديدة وهبوط شوارع وتلاشي أرصفة قلت ربما !!! ....،، · شكرا لكل المخلصين في هذه الجريدة الذين ذهبوا غير آبهين لا بالغرق ولا بالمطر ولا بالزحام ولا بالتعب، شكرا لهم على ما قدموه لنا ونقلوه بالصورة المعبرة ليرى الناس حجم المنجزات في هذه المدينة التي ابتلاها الله بأناس لا يهتمون بالمنجز قدر اهتمامهم بالحكي الفارغ، هذه المدينة التي أجزم أنها عشوائية في هيئتها في جنونها في سكونها في حناجر أولئك الذين يتحدثون بزهو عن إنجازاتهم والكارثة هي المنجزات التي تقوم وتقعد في شارع واحد هذا يحفره وهذا يدفنه وهذا يقطعه وهذا يلصق بعضه برقعة نشاز ، هذه المدينة الحافلة بالمطبات والوايتات البيضاء والإشارات التي تقتل مرتاديها وحين يهطل المطر تتكشف الحقائق المندسة وتحضر الوايتات الصفراء لتمارس المهمة وتنقذ المدينة من غرق محتمل فأي منجزات هذه والدروب كلها منتنة والأرصفة المعطوبة تهديك من تجاويفها آهاتها وانكساراتها وكل ذلك بسبب أفكار العقول المشوشة ، ويهطل المطر ويولد الخوف والزحام الذي يصر على إبقاء الناس في عرباتهم ساعات طوالا ، وكل مدن العالم تبتهج بالمطر وتزداد جمالا إلا هذه المدينة التي تموت وتنتحب بمرور أول سحابة لننتهي والتعب باق والسادة المحسنون ما يزالون يصرون على النهوض بالمدينة التي هي تحتضر لا أكثر ويهطل المطر ....،،، · خاتمة الهمزة ...يا سمو الأمير خالد الفيصل لا شيء هنا يبهج أكثر من وجودك الذي سيحملنا معك إلى ملامح أكثر جمالا ومن خلال روحك المخلصة التي جاءت فوجدت أمامها مدينة عشوائية، في جسدها، في أحيائها، في شوارعها، في حكاياتها كلها وقبل الختام أقول لسموك نحن نحتاجك جدا كما تحتاجك هذه المدينة لتنقذها من كل أعدائها الذين يقولون ما لا يفعلون هذه خاتمتي ودمتم..