* لم يكن الأستاذ محمد صلاح الدين المفكر الإعلامي والكاتب يومًا شديد الظن بالآخرين.. إن التقيته تجده يسجع بسماحة أدبه.. ولطفه الجم.. الذي لا يسعك إلا أن تقف له احترامًا.. فلقد تعلمت على يديه من مجمل ما تعلمته.. لا علاقة للفطنة بسوء الظن.. ذلك أن سوء الظن لا يؤجر الإنسان عليه.. وتعلمت منه أيضًا -شافاه الله- أن الإخفاق مؤشر حقيقي لنجاح مبهر وإن تأخرت بشائره. * إنها مزية الكبار. * يهب الحب لكل الناس.. إن الإقبال عليه في المحنة يودع الأمان في النفوس المهمومة. * لا يثقل عليك في مطلب. * ولا يثقل عليك في رأي. * ولا يثقل عليك بما يسمعه من الآخرين وإن لم يَرُقْ له. * يتفرد بسلوك رفيع قلّما يتمتع به غيره. * مترفٌ في علاقته. * مترفٌ في حبه. * مترف في قناعته بك وإن لم يرض عنك. * مترف في وفائه. * يعتب ولا يغضب من محبيه وهذه خصائص النبلاء. * ارتبطت به أستاذًا وصديقًا وأخًا وابنًا في آن واحد معًا. * مُذ يفاعتي وهو يحوطني برعايته ونصحه.. وقد نصحني من مجمل نصائحه ذات يوم حبًّا وخوفًا عليّ - جزاه الله خيرًا- بأن ابتعد بصمت وهدوءٍ وأدب دون أن يلحظ أحد بمن ادعي قربهم مني دون تحفظ.. واعترف - سامحني الله على عقوقي- إني ما زلت أجر ذيول الخيبة من جراء صحبتهم. * لا يسعني اللحظة إلا أن أرفع يدي إلى الله عز وجل أصالة عن نفسي.. وإنابة عن أهله وصحابته ومحبيه.. بأن يؤجره ويثيبه صبرًا على محنته.. وأن يعيد عليه صحته السابغة إن شاء الله.. وأن يسكنه العافية في روحه وبدنه ووجدانه.. وأن يجعله دائمًا وأبدًا بين ظهرانينا ملء السمع والبصر.. اللهم آمين. (*) كاتب سعودي