قال الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ منتج فيلم “هجرة الحضارم” في ديوانية المهيدب والفوزان مساء الأحد الماضي: “إنه تم الانتهاء من ترتيب التصورات والسيناريوهات والإعداد لإنتاج فيلم وثائقي يتحدث عن الهجرة النجدية الذي تم تخصيص ميزانية تقدر ب 900 ألف دولار”. وكشف بن محفوظ أن العمل سيأخذ من الوقت حتى ظهوره على إحدى الشاشات الفضائية العريقة ما يقارب 12 شهرًا إلى 18 شهرًا حتى ظروف التصوير للمتحدثين والمناطق؛ وقال بن محفوظ: “إن نجد تعتبر من أهم المناطق في شبه الجزيرة العربية، ولها تاريخ مجيد سواء قبل أو أثناء أو بعد الإسلام؛ ومن قبائلها العظيمة “تميم” التي ما إن دخلت الإسلام حتى أنتجت رجالًا كانوا الوقود الدائم للفتوحات الإسلامية سواء في المنطقة المحيطة أو خارج حدود الجزيرة. ولأن طبيعة المنطقة كانت دومًا منطقة ارتحال وهجرة دائمة فقد استمر أهلها في الهجرات كلما طرأ على أرضها ما يعكر ثبات أهلها فوق صحاريها”. وأشاد بن محفوظ بالهجرات النجدية وتفوقها عن مماثلتها من هجرات العرب كهجرات الحضارم بأنها كانت تعود إلى أرض الوطن؛ وقال: “خلال 400 سنة الماضية كان لقبائل نجد كثير من حركات الهجرة والعودة مرة أخرى إلى الوطن؛ ولم ينقطع المهاجر النجدي أبدًا عن أرضه أو أصله طوال فترات الهجرة المعهودة حتى بدأ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في تأسيس الدولة السعودية الثالثة، فتغير حال النجدين وأصبح من هاجر منهم من كبار تجار البلاد التي هاجروا إليها، ومنهم من حكم تلك الديار التي وصلوا إليها وما زالوا. وشرح بن محفوظ أن الفيلم يتناول في جزئيه عن نجد وعن عمق تاريخها وعلاقتها ببطون العرب، وسوف يتناول الفيلم الوثائقي عن تأثير قبائل نجد على انتشار الإسلام؛ كما سيطرح الفيلم الشرح الجيولوجي لمنطقة نجد والموروث البيئي، وعلاقة البيئة بهجرة النجديين وعودتهم. كما سيتطرق الفيلم للبحث في عقل ونفس النجدي من حيث قوة الشخصية في اتخاذ قرار الثبات أو الترحال ودراسة تلك الشخصية لبيان هل هم محاربون أم تجار أم رعاة رحل، وأسباب نجاح تلك الشخصية في كل وطن جديد وصلوا إليه؛ وهل أعاد الإسلام تشكيل تلك الشخصية أم أن مكارم الأخلاق قد نمت في إطار الخلق الإسلامي وان الإسلام قد أضاف للشخصية النجدية دون إعادة البناء. وعن توقعاته حول عودة الانتقادات المشابهة كتلك التي واجهها في فيلم هجرة الحضارم؛ قال بن محفوظ: “فيلم هجرة الحضارم تجربة فريدة من نوعها كونها الأولى لي في عالم إنتاج الأفلام الوثائقية؛ وقد تتكرر نفس تلك الانتقادات وقد تكون موجهة حول شخصي كوني من خارج البيئة النجدية؛ ولكن الذي أقوله قبل ظهور الفيلم أنني من قبيلة “كندة” ولنا في تاريخ اليمامة عمق تاريخي ونسب وعمومًا أنا محب للتاريخ العربي وخصوصًا فيما يتعلق بالهجرات ومطلع جيدًا على تاريخ الهجرات النجدية؛ كما أن فريق العمل هم أستاذة وأكاديميون نجديون ولديهم المعلومة التي ستظهر ضمن سيناريو الفيلم”. وختم بن محفوظ حديثه؛ قائلًا: “سيظل العرب في تاريخ الأمم السامية نبراسًا وإن اختلفت مشاربهم؛ فالكل بالكل؛ لا يفرق لا عرق ولا لون ولا مناطق سكنها؛ دام أن الرابط واحد وهو الدين الإسلامي”.