ليس من المستغرب أن نلاحظ على أطفالنا في سن الطفولة المبكرة أفعالًا يقومون بها لتسلية أنسهم من جهة، واكتشاف عالمهم الخارجي من جهة أخرى، وأحيانًا كثيرة نشعر بالسعادة كلما فعلوا شيئًا جديدًا، وقد لا يتبادر إلى أذهاننا أن شيئًا من هذه الأفعال ربما يكون عادة تلازمهم فترةً طويلة ولا تنفك عنهم إلا بصعوبة، والأمثلة على ذلك عديدة ومنها مص الأصبع التي لا نعرف عادةً هي أم مرضًا؟ المص هو غريزة طبيعية تبدأ مع الجنين في رحم أمه حتى يسهل عليه مص ثدي أمه بعد الولادة ليحصل على غذائه، ويكتشف عادة الطفل إصبع الإبهام عند سن 6 أسابيع تقريبًا، وتكثر في السنتين الأولى والثانية من عمره، وتشير الدراسات أن حوالي 45% من الأطفال تحت سن 4 سنوات يمصون أصابعهم. في الغالب ليس هناك سبب واضح لهذه العادة ولكن من أسباب هذا السلوك كما دلت بعض الدراسات: عدم إشباع الطفل من الطعام، ورد فعل للشعور بعدم الأمان والخوف، وكذلك وجود قلق نفسي أو حرمان عاطفي. عادة ما يعتبر مص الأصبع قبل سن الرابعة ضمن العادات الطبيعية للطفل ومعظمهم يتركها في هذا السن، ولكن بعد ذلك تعتبر سببًا لاحتمالات حدوث مشكلات في الأسنان كعدم انتظامها أو بروز بعضها للخارج أو تشوهات في سقف الحنك، وأيضًا مشكلات في النطق والكلام مثل صعوبة نطق بعض الحروف والتلعثم في الكلام. ولتجنب هذه العادة حتى لا تصبح مرضًا، يجب على الأهل مراقبة الطفل وتحديد سبب توتره والذي قد يدفعه لمص إصبعه، أن يُشعر كلا الوالدين ابنهما بالحب والحنان والألفة والأمان، وعدم محاولة ضربه أو زجره لتركها خصوصًا أمام الآخرين، كما لا يجوز جعله أضحوكة في المنزل بسبب هذه العادة وإنما بالحوار معه وإفهامه أن هذا الفعل قبيح وقد يضر بصحته إن استمر فيه، وإن فشلت هذه المحاولات وازداد تمسك الطفل بمص إصبعه فعلى الأهل استشارة الطبيب لمعرفة السبب الحقيقي وراء هذه العادة التي أصبحت مرضًا بالنسبة لابنهم وطرق التخلص منه. أميرة كشميم - جدة