يا مكةَ الحبِّ يا شمسًا من البردِ يا غيمةً سكنتْ كالروحِ في الجسدِ يا خيمةً ظللتنا وهي ضاحيةٌ بالله مدّي يدَ الحاني لمجتهدِ ويا غزالاً من الأحلام يمنحُنا من حبه العذب لو ينجو من الرصدِ أرجوحةٌ أنتِ من ضوءٍ ومن حبقٍ راحتْ تهزُّ الدنا طفلاً بلا عقدِ إني عشقتكِ طهرًا في الدماء سرى حتى لقد فاح في قلبي وفي خلدي وقفتُ روحي على ذكراكِ ليس لها إلاكِ إني وحقِّ الحبِّ لم أحِدِ وبتُّ أحملُ شوقًا رحتُ أكتُمُهُ خوفًا عليه من الحسّادِ والحسدِ لكنه الآن عصفورٌ بلا قفصٍ قد بات حرًّا بلا قيد ولا زردِ ما الحبُّ إن لم يكن شعرًا نرددُهُ ما العشق إن كان فينا بَذلَ مُقتصدِ يا مَن وقفتِ كطيرٍ فوق نافذتي حتى لقد ذبتُ من وجدٍ ومن كَمَدِ هذي دموعي إذا ما الشمسُ لاهبةً جاءتكِ فاغتسلي ما شئتِ وابتردي أو ذا دمي فاستحمي فيه سيدتي إن عزّ غيمٌ وقطرَ الماء لم تجدي سكنتِ قلبي وكان القحطُ يسكنهُ من قبلُ فاخضلَّ من ماء ومن رغدِ لو لم يكنْ للفراق المرِّ موعدُهُ ما كان للجمرِ أن يأتي على كبدي إني انتظرتُكِ أعوامًا وهأنذا أتيتُ ألهثُ بين الماء والزبدِ والقلبُ سربُ حمامٍ رحتُ أُرسلُهُ إلى أبيكِ ولكنْ قطّ لم يعُدِ يا مكّةَ الحبِّ هل من شَربةٍ سنحتْ تطفي لظى الوجدِ فيمن قبلُ لم يَجِدِ هل ثمّ خفقةُ قلبٍ تحت ملتَزَمٍ أو دمعةٌ طفرتْ من طائرٍ غَرِدِ خذي حبيبكِ بالأحضانِ ليس لهُ إلّاكِ يحضِنهُ في حمة العددِ لسوف يأتيكِ مهما كان شاغلُهُ حتّى ولو كان مشدودًا إلى عَمَدِ شتّان بينكِ والأوطانِ قاطبةً الدربُ للنجمِ لا كالدربِ للوتدِ ما بين عينيكِ نورٌ لا مثيلَ لهُ شتّان ما بين نورِ الله والمسدِ لئنْ غضبتِ فيا بؤسَ الذي غضبتْ عليه مكّةُ من جانٍ على الولدِ وإن رضيتِ ففي سعدٍ وفي دَعَةٍ مَن نالَ منك الرضا والحبَّ للأبدِ آبتْ بلادٌ بأموالٍ وفاكهةٍ وأُبتِ مكّةُ بالأخلاقِ والرَّشَدِ وأهلكِ الغرُّ ما كانوا سوى مددٍ للزائرين وما أبهاهُ مِن مددِ راحوا يمدون أيديهم لكل فتى عانى من الدهر حتى عاد ملءَ يدِ وفيكِ صرحٌ له في الأرض منزلةٌ منكِ استمدّ اسمه كالشبل للأسدِ أمُّ القرى ليس فينا محضَ جامعةٍ وإنما النورُ إذ يقضي على الرمدِ جئناكِ نشكو الهوى والبعدَ عن بلدٍ فما وجدنا سواكِ اليومَ مِن بلدِ وكان للقلبِ أحبابٌ يهيمُ بهمْ وإذ أتاكِ فما أبقى على أحدِ أنتِ الهوى فامنحي المشتاقَ موعدةً فحسبُ قلبِ المُحبِّ الصبِّ أن تعدي اليومَ فيك الهوى قد طاب سيدتي فهل يطيبُ لنا في القدسِ بعدَ غدِ