عزا مسؤولو المؤسسة العامة للبريد السعودي الصعوبات، التي تواجههم في تنفيذ الخطة الاستراتيجية لعدم كفاية الاعتمادات المالية لتنفيذ بعض المشروعات الحيوية المتعلقة بتطوير البنية التحتية. وأشاروا إلى أخطاء في السابق أدت إلى فتح مكاتب بريدية بأماكن غير مناسبة. وتطرق المسؤولون في تقريرهم إلى مشكلات «واصل» وعدم قيام البنوك بإرسال الكشوف لبعض العملاء مستخدمي الخدمة بسبب عدم تحديث انظمتها الآلية لتقبل العنوان وطباعته بشكل صحيح. ومشروع «واصل» يعتمد على تحديد العناوين البريدية للمنازل في المملكة بواسطة الأقمار الصناعية وأنظمة المعلومات الجغرافية (GIS). ويهدف إلى إيصال البريد إلى كل منزل في المملكة بعد أن كان ذلك حلمًا مستحيلًا قبل قيام المشروع وفقا لمسؤولي المؤسسة. وأكد رئيس المؤسسة العامة للبريد السعودي الدكتور محمد بتن ونائب الرئيس لقطاع التخطيط والتدريب سعد آل تركي ونائب الرئيس لشؤون العمليات البريدية سامي العويضي ومستشار الرئيس محمد العبدالجبار في التقرير الذي رفعوه لمجلس الشورى -حصلت “المدينة” على نسخة منه- ان من الصعوبات أيضا عدم إقامة المجمعات البريدية المتخصصة للعمليات البريدية ومراكز المعالجة الالية والتقنيات البريدية في جميع المناطق، بالإضافة الى عدم التوسع في ربط المكاتب البريدية بشبكة الحاسب الآلي وفق الاهداف المحددة بتلك الاستراتيجية وعدم استكمال تطوير تقنيات المعالجة البريدية ونقاط البيع في المكاتب الامامية وتطوير تقنيات نظم المعلومات في جميع قطاعات المؤسسة. كما أن المؤسسة تواجه منافسة قوية في استقطاب الكفاءات وتوظيفها وتحفيزها وتحتاج المؤسسة لتطوير عملياتها لتصبح شركة مستقلة. وقدرت قيمة المشروعات المرساة للعام المالي 1430/1431ه بحوالى (35,288,671) مليون ريال. وأرجعوا مشكلات المؤسسة إلى عدم استيعاب وتقدير حجم العمل المطلوب وكذلك أنظمة المشتريات الحكومية، التي تحد من التعاقد مع المقاول صاحب العطاء الاقل والأكثر مرونة وقلة الكفاءات المهنية المحلية. ويواجه البريد السعودي انتقادات حادة من بعض الأعضاء في مجلس الشورى بسبب مشروع «واصل» الضخم الذي يعد أكبر مشروع من نوعه على مستوى العالم. ووصف البعض هذا المشروع بأنه إسراف للمال العام. ووصف بعض الأعضاء في المجلس صناديق بريد مشروع «واصل» بأنها «صناديق متهالكة ذات أضلاع مهشمة. وكان العضو طلال بكري قد أوضح في هجومه في إحدى جلسات مجلس الشورى بأن هيئة البريد أكدت وهي تطرح خدمة «واصل» أن الصناديق صنعت بمواصفات تقاوم عوامل الجو لمدة عشر سنوات، لكن واقع الحال أثبت أنها تهالكت وتهشمت قبل أقل من سنة، مهدرة المال بحكم صرف مبالغ كبيرة عليها. وانتقد أعضاء آخرون مثل عبدالله بخاري تصميم الصناديق وقال إنها شوهت واجهات المنازل في المملكة فيما طالت انتقادات العضو حمد القاضي أسعار البعائث البريدية، مطالبًا بتقديم أسعار مقبولة لتخفيف العبء على المواطن ومنافسة الشركات الأخرى الخاصة في المملكة. وقال مسؤول في مؤسسة البريد في تصريح صحافي سابق إن كل الانتقادات لمشروع «واصل» هي انتقادات شخصية من بعض الأعضاء الذين لديهم اعتراضات شخصية على المؤسسة وعلى المشروع. وقال المصدر: للأسف، كل الأعضاء الذين يهاجمون البريد السعودي هم أعضاء من خارج لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات المكلفة بتقييم أداء المؤسسة. وأشار المصدر إلى أن مشروع «واصل» يعد مفخرة للمملكة، إذ لا يوجد مشروع في العالم كله بحجم وتطور «واصل».