طيبة الطيبة مثوى المصطفى صلى الله عليه وسلم تزخر بالمخزون التراثي القيّم، والآثار الخالدة.! البعض طالته الأيدي فقضت عليه كليًّا.. ومنه ما بقي أطلالاً.! والحمد لله في الوقت المناسب تدخلت يد المسؤولين عن الآثار في بلادنا، وتم ترميمه، وإعادته لسالف مجده.! كما وضعت علامات ومعالم من الرخام لما اندثر وزال! وبذلك حجزت المدينة موقعها على الخريطة السياحية التراثية، وهذا ما يدل على أن عصر الفلسفة الاعتقادية وسطحية الأفق قد ولّى، والحديث عن ذلك أصبح من الماضي.! وانتصرت الثقافة التاريخية..! والآن يمكن لأيٍّ كان زيارة هذه الآثار دون أن يجد من ينهره أو يعارضه.! فهناك بئر الخاتم التي دخلت ضمن الطريق العام في منطقة قباء، وكان جميلاً جدًّا أن بُنيت ونُفذت قريبًا منها على حافة الطريق بئر تراثية بالحجر البركاني، ووضعت عليه حَبل من الليف، وجذوع النخيل، مع دلو من (القِرَبْ)، ووضعت عليه لوحة من الرخام كتب عليها: (هنا على بعد 3 أمتار في الطريق العام يسارًا كانت بئر الخاتم التاريخية)! ونبذة بسيطة عن هذه البئر التي بشّر عندها صلى الله عليه وسلم سيدنا أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة! وهناك عدد من المساجد لا نرى لها أثرًا، كمسجد العريض، ومسجد الراية، ومسجد الشمس، ومسجد بني قريظة الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم 23 يومًا لا يعرف مصيره حتى الآن ليعتنى به، وغيرها من مساجد ممّا أبدع فيه السلف الصالح..! والحمد لله أن وضع المسؤولون عن الآثار مكانها مساجد صغيرة من البناء الطيني التراثي، وعلق عليه لوحة رخامية كتب عليها بعدة لغات تاريخ كل مسجد.! وهناك جبل أحد من جبال الجنة، اعتني به وأصبح بالصورة والصوت والضوء يُعرِّف ويحكي تاريخه وقدسيته.! وهناك جبل الرماة الذي أُنقذ من الاندثار بسبب دهس الزوار والطلوع عليه..! وتم تسوير منطقة سيدنا حمزة بأكملها لحمايتها، ويتم زيارتها في أوقات معينة لسماع الشرح عن غزوة أحد بالصوت والضوء.! وشمل الاعتناء بيوت الصحابة، وأمهات المؤمنين، وسقيفة الأمير، والخندق الشهير، وخلافها الكثير.. والذي يسر هو إنشاء متحف مقتنيات الحجرة الشريفة الذي عَرض الكثير من مقتنياتها القديمة، وفتِحَ لاستقبال الزوار.! والعائد المادي خصص للجمعيات الخيرية بالمدينة.! والذي يثلج الصدر هو الاعتناء بمقبرة شهداء بدر -رضي الله عنهم- فأعيد ترميمها، وأصبحت تحكي إلكترونيًّا تاريخ غزوة بدر تشجيعًا لإنعاش السياحة الأثرية الخالدة لهذه المنطقة. وقد خصصت (باصات) تنقل الزوار من المدينة وإليها بأسعار رمزية. أقول نتمنى من الله أن يصبح ذلك واقعًا ملموسًا، وما ذلك على الله بعزيز..! [email protected] فاكس 048470836