تقول الدراسات الطبية هناااااك بعيييد: إن (600) ألف مواطن طبعاً بالنون المربربة يموتون سنوياً بسبب التدخين «السلبي»! نعم؟ وهل هناك تدخين «إيجابي»؟ فالصواب إذن: «التدخين المكرَّر»، أي استنشاق «عوادم أفواه المدخنين»! أما إذا كنتَ (مواطٍ...اً) خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه التنوين المكرر لم تشملك تلك الدراسة؛ وليس في عالمك العربي مراكز بحوث تهتم بحياتك وصحتك، إن وجدت، فلا شك ولا تشييش ولا تعسيل أنك تتمنى لو مُنع التدخين حتى في المقاهي المتخصصة المتطرفة.. الواقعة في أطراف المدينة، لاتذهبوا بعيداً! فكيف وقد منعته خطوط «النسخ والرقعة» الجوية العربية السعودية، في صالات مطاراتها التي لامثيل لها؟! وكيف وقد منعته جامعة «الملك سعود» أيضاً، في مرافقها التي لا مثيل لها، حسب تصنيف المواقع الإلكترونية التي لا «ويكيليكس» لها ! وكيف وقد منعته «أماناتنا»، في حدائقها الغناء، التي لامثيل لها في الوجود.. الوجود وسط المناطق الصناعية، وفي «مناخات» مصانع الإسمنت، لا تذهبوا بعيداً! ولكن، ألكن من أي «لكن» شيحية صالحةٍ في العالم: كيف «يطبَّق» المنع؟ مالحاً أم حالياً؟ ومامدى واقعية الإجراءات التي يمكن أن تتخذها تلك الجهات لمعاقبة من يخالف عنترياتها «الورقية»؟ ماذا أعدت خطوطنا الجميلة لمن يدخن في صالاتها تحت لوحة «ممنوع التدخين» إن كان لديها أجهزة تميز رائحة المدخِّن «سيجارةً»، والمدخِّن انتظاراً لرحلةٍ واحدةٍ تطير في الموعد المحدد هل ستغرمه؟ وماذا لو فوجئت بمدخن يدفع ضعف المخالفة لتسمح له بالتدخين وترحمه قليلاً من صداع العادة المدمِّر؟ ألن تكون كجدتي «حمدة» صاحبة السيارة «دوجٍ حمر والرفارف سود» حين استقدمت «راعياً»، ظل يعمل لسنوات طويلة، قبل أن تكتشف أنه «يدخِّن» في نهار رمضان! فلما سألته أجابها: «ماما أنا كريشتيان»! قالت: «ياوليدي خذ ألف ريال، وخل عنك «الكرشنة» وأسلم»! فتبسم وقال: «أنا أجيب لك من «بابا» مئة ألف، تصيري أنتِ «كريشتيان»؟ هنا غسلت يدها، معلنة عدم تفكيرها بالصفقة أصلاً: «أبك «بابا» منين له مية ألف»؟ لقد فهمت أنه يقصد «جدِّي»، وهو أسهل عليها من نطق «البابا بندكتوس السادس عشر»! أما «جامعة الملك سعود» فما أسهل أن تجند آلاف الطلاب «مخبرين» لرصد زملائهم المخالفين، فقد تدرب كثيرٌ منهم على «التوجس» و»التحسس» منذ «أولى/ مطبخ» و»سادس/ بلكونة»! ولكن ماذا ستفعل للمخالف؟ هل تلصق على ظهره عبارة: «هذا الولد مدخِّن.. بعِّدوا عنُّه»، كما تلصق عبارة: «هذا الإعلان مخالف للنظام.. الرجاء سرعة إزالته»؟ إن عدم تشريع نظام أصلاً، أهون بكثير من تشريعه ثم امتهانه، كما يقول إمام جامع العقل الكبير، في «الديرة» السعودية/ «إبراهيم البليهي»! وانظر قاع أية شجرة في حدائقنا العامة الطامة؛ لتعرف كيف جعل الاستهتار من أعقاب السجائر سماداً لها، ناهيك عن إدمانها بطريقة: «التكرار يعلم الأشجار» !