المسيحيون بكل انحاء العالم يحتفلون هذه الأيام بقدوم عيد ميلاد المسيح عليه السلام والمعروف ان لعيد الكرسمس ادوات ورسوما محببة للأطفال من ضمنها شخصية (سانتا كلوز )المعروف ب( بابا نويل ) وهو شخصيه محوًرة لأحد القديسين (الأسقف نيكولاس ) من القرن الرابع , كان يساعد الفقراء والأطفال بهدايا وهم نيام , ثم تشكلت شخصيته بالشكل الكرتونى المعروف لتكون رمزا محببا للأطفال عالمياً , والمسلمون المغتربون الذين يقيمون فى اوروبا كثيرا ما يجدون صعوبة من تحويل انظار اطفالهم عن شخصية سانتا كلوز المحبوبة كحماية للإنتماء الدينى لديهم ,وكل ذلك يجب أن يتم بطريقة لبقة حتى لا يظهروا قساة القلوب أو متعنصرين امام شخصية مقدًسة بالنسبة للمحيط الذى يعيشون به -ومن اكثر المواقف التى تحضرني بهذا السياق ما حصل في برنامج ecole des fans وهو برنامج معروف يبث على الهواء مباشرة على القناة الرسمية الفرنسية مخصص لعرض الأطفال الموهوبين بشكل كوميدي بحضور عوائلهم وجمهور واسع وعدد من النجوم وشخصيات مرموقة , والحلقة التى نحن فى صددها والتى كانت بمناسبة الكرسمس , قام المذيع موجهاً سؤاله للأطفال على المسرح , من منكم يحب (سانتا كلوز )؟؟ فصاح الأطفال بكل اخلاص لشخصيتهم المحبوبة - انا احب سانتا كلوز ..انا احب سانتا كلوز ,الا صوتا جاء متمردا من بين الجموع ليعلن رفضه محبة (سانتا كلوز) بكل صراحة ووضوح صائحا رافعاً يده - أنا لا احب (سانتا كلوز)!! هذا الصوت المتمرد أصاب الجميع بالدهشه والأستغراب الشديد , فما كان من المذيع الا نادى الطفل الى وسط المسرح , قائلا لنرى هذا الشجاع الصغير لم لا يحب سانتا كلوز , فوجه اليه المايك يسأله - ما اسمك ؟ فرد الطفل ابن السادسة بصوت واضح - إسلام ..اسمي إسلام لكم أن تتخيلوا الوجوم والحرج الذى مر على المذيع وعلى والدى الطفل وعلى الجمهور فالجو جو مرح وبراءة ,وليس مكانا لأخراج الأحقاد والتعنصر الديني ! فسأله المذيع وهو مازال متماسكا - ولماذا لا تحب سانتا كلوز يا إسلام , فرد إسلام لأن جدتى أخبرتنى بأنه شخصية غير حقيقية وقد تمنيت مرة ان يهدينى لعبتى المفضلة ولم يجلبها لي , فما كان من المذيع الا ان حقق امنية إسلام واهداه لعبته المفضلة امام تصفيق شديد من الجمهور وحرج كبير من الوالدين ما اريد ايصاله اليك قارئى العزيز , انه رغم ما يلاقيه أخواننا المسلمون المغتربون من معاناة وضغوط فى تربية ابنائهم ليحافظوا على اصولهم الدينية إلا أن الملاحظ انهم حريصون أشد الحرص على تأسيس النواة الصالحة فيهم وما يتعلمونه من تعاليم دينية رغم كل الصعاب المؤثرة والسؤال الذى يحضرنى الآن هل ابناؤنا ابناء (مهد الإسلام ) اقل قدرة فى الحفاظ على اصول دينهم رغم تشربهم هذه الأصول من رأس النبع ؟ شخصيا لا اعتقد , فرغم ما يظهرون من انحلال احيانا وإصرارفى تقليد الغرب الا انهم يحملون فى داخلهم نواة صالحة لخير امة أخرجت للناس ,وإلا سيكون العيب بمن زرع النواة ! ختاما - قمع المراهقين ومنعهم من ممارسات قد تبدو لنا تافهة ومنحلًة لا يحل المشكلة , لكم ان تعولَوا دائماً على تأسيس النواة الصالحة فيهم من الصغر , ويبقى ما يمرون به من تجارب ليس الا زيادة فى رصيد نضوجهم وانتمائهم الوطنى والدينى , ....ولكم أمنياتي . [email protected]