غرّمت محكمة بريطانية سائقاً سعودياً 345 جنيهاً إسترلينياً «2190 ريالاً» بعد أن رفض دفع غرامة مرورية قيمتها 60 جنيهاً «360 ريالاً»، لإلقائه سيجارة من سيارته في أحد الطرق الرئيسية بلندن في شهر سبتمبر الماضي. ووصفت المحكمة الشاب ب«السائق المهمل» بعد أن نفى إلقاءه السيجارة في بداية الأمر، ثم اعترف لاحقاً مبرراً فعلته بأنه ألقاها دون قصد بسبب انشغاله في مشاكل صحية يعانيها مؤخراً. هذا السائق لم يكتف بارتكاب مخالفة واحدة وإنما ألحقها بمخالفات إضافية أحالتها إلى مخالفات أخلاقية. فهو قام أولًا بالقاء السيجارة من سيارته، وهي مخالفة مرورية في عرف دول العالم المتقدم، ثم عمد ثانياً باقتراف مخالفة أكبر .. وهي الكذب، وهو وإن كان يُعد جرما كبيراً في القوانين والأنظمة العالمية، فإنه جرم أكبر وفق الشريعة الإسلامية يعتبره رسول الله صلى الله عليه وسلم من علامات النفاق. أما التبرير الذي ساقه هذا السائق «المُهمل» بأنه ألقى السيجارة «دون قصد» بسبب مشاكل صحية يعانيها، فإنه تبرير قد يُقنع المحكمة البريطانية شيئا ما، لكننا نعرف أنه لن يُقبل منه بين أقرانه الذين لو قبلوه فسيدمغون أنفسهم جميعاً بالمرض والمعاناة من مشاكل صحية؟! فإذا كانت المحكمة البريطانية قد وصفت الشاب بأنه «سائق مُهمل» فإنها إنما وصفت بذلك مُعظم السائقين ليس في السعودية وحدها بل في أكثر بلداننا العربية؟!.