أنا فتاة مخطوبة لشاب ذي خلق حسن والتزام ،ولكنه لا يملك وظيفة ،مشكلتي أنني كلما تحدثت معه في موضوع العمل وضرورة البحث عن عمل برر بأن هناك ظروفا تعيقه عن الالتزام بعمل وأنه سيتغير بعد الزواج،هل هذه الصفة يمكن أن تفسد العلاقة بيننا ،ماذا أفعل؟ للعمل أهمية كبيرة في حياة الإنسان من جانبين ،الأول الجانب المادي كوسيلة للانفاق وتلبية الاحتياجات وكافة متطلبات الحياة للفرد والأسرة،والثاني الجانب المعنوي وهو اثبات الانسان لذاته وتطويرها وكسب الخبرات والمهارات التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ عن حياته العائلية ،ومن هنا يتضح لنا أن من لا عمل له انسان غير قادر على تحمل مسؤولية بيت وأسرة بالدرجة الأولى ،ثم أنه لا يستطيع أن يطور نفسه للأفضل ،يقول عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- "كنت أرى الرجل فيعجبني حتى إذا علمت أن لا عمل له سقط من عيني" ، فإذاً الاتكالية واللامبالاة في البحث عن عمل صفة خطيرة ومشكلة كبرى تحتاج إلى حل ،يتمثل في تغيير السلوك ومن المهم أن نوضح فيه نقطتين ، الأولى أن التغيير يحتاج إلى عزيمة وإصرار من المعني وهو خطيبك ،فلا بد له أن يتخذ خطوة إيجابية نحو تغيير تفكيره وتقدير ما للعمل من أهمية وضرورة والبحث الجاد عن وظيفة.والثانية أن التغيير يحتاج إلى صبر وتريث ،فالإنسان لا يمكن أن يتغير بضغطة زر ولن يتغير خطيبك بمجرد الزواج ،ولا يخفى عليك أنه إذا كان الزوج عاطلا عن العمل فهذا يعني أن تتحول الزوجة إلى مصدر للإنفاق على الأسرة مما يترتب عليه أضرار نفسية واجتماعية عالية ستؤثر على علاقة الزوجة بزوجها ، وبالتالي أنصحك هنا بنصيحتين تساعدك على الأخذ بيد خطيبك ليتغير للأفضل،الأولى : اطلبي من بعض المخلصين ممن حولك كوالدك أن يتحدثوا معه بوضوح وشفافية لعل حديثهم يكون نقطة تحول وبداية تغيير، الثانية :انذريه بفسخ الخطوبة أو تأجيل الزواج سنة أخرى إذا لم يأتِ الحوار بنتيجة ،ولاتنسي أختي الدعاء وأهميته في حياة المسلم.