أكدّ الدكتور فريد أبو ضهير الأكاديمي والخبير الإعلامي أنّ المدونات الإلكترونية لازالت مؤثرة وبقوة على الساحة مقرًا في الوقت نفسه بأنّ نجمها قد خفّ بعض الشيء، لكنّ هذا لا يعني أنّه اختفت تمامًا، ويرى أبو ضهير أنّ لتلك المدونات جمهورها، مع التأكيد على أن "الفيس بوك" و"التويتر" خطفا بريقها بعض الشيء لأنّها تعدّ وسيلة من وسائل التواصل الشعبية، إلاّ أنّ المدونات كما يعتقد أبو ضهير تبقى وسيلة مهمة لتوثيق الآراء والأفكار، وتبقى متاحة باستمرار للتصفح العميق، بخلاف "الفيس بوك" و"التويتر"، اللذان يعتبران وسيلة سريعة، ومختصرة للاتصال بين الناس. ويشير أبو ضهير أنّ المدونات ترسّخ أسماء لامعة لصحفيين ومفكرين وشخصيات لها بصمات واضحة في المجتمع بشكل أكثر انتقاء من "الفيس بوك" و"التويتر"، التي لا تميز بين شخصية قادرة على التأثير والتعبير، وشخصية عادية تقوم بتمرير آرائها على الآخرين مرور الكرام. وحول مستقبل ما بات يعرف بمصطلح "الإعلام الجديد" سواء على مستوى المدونات أو غيرها من حيث الاعتراف بها كصحافة حقيقية منافسة للإعلام التقليدي، يؤكدّ أبو ضهير أنّ هناك مستقبلاً ينتظر هذه الوسائل المتطورة بلا شك، معتبرًا أنّ هذه الأشكال هي التي سوف ترسم ملامح إعلام المستقبل، والذي سيخرج عن الشكل التقليدي الذي يحتاج إلى الاعتراف، والتنظيم، فهو في النهاية إعلام يعبّر عن الواقع، وينقل المعلومة والفكرة والصورة، ويؤثّر في الجمهور وهذا هو الأهم.