يشهد سوق بيع الأراضي في منطقة الباحة نموًا ملحوظًا نتيجة مجموعة من العوامل، التي أسهمت في انتعاش الحركة، وتداول الأراضي، وارتفاع أسعارها. وتسجل الأراضي السكنية في بعض مناطق الباحة، بحسب مواطنون ومتعاملون في قطاع العقار ارتفاعًا كبيرًا، إذ وصل سعر متر الأرض السكنية من 500 ريال إلى ألف ريال، في حين ارتفع سعر الأرض التجارية إلى 2500 ريال للمتر المربع بعد أن كان يباع بألف ريال، بنسبة تصل إلى 150 في المائة. وعلى الرغم من أن تلك الظاهرة باتت ملحوظة إلا أن المتحدث الرسمي باسم الغرفة التجارية الصناعية بالباحة علي الرفيدي، أكد أن هناك شائعات يروجها أصحاب المكاتب العقارية، تؤدي إلى تلك الزيادة في أسعار الأراضي، لافتًا إلى أن المواطنين الذين تأثروا بتلك الشائعات واشتروا، هدفهم تعويض بعض من خسائرهم في سوق الأسهم. وفيما انتعشت أراضي الأحياء السكنية القديمة وشهدت ارتفاعات مماثلة وقف المواطن حيالها موقف المنبهر من تلك القفزات الهائلة بأسعار العقار. ولم تعد أسعار الأراضي الواقعة ضمن النطاق العمراني لمدينة الباحة في متناول المواطنين من ذوي الدخل المحدود بعد أن سجلت الأسعار ثباتًا على مستواها المرتفع دون أي انخفاض. ووصل سعر المتر خلال الأشهر الستة الماضية إلى 1000 ريال للسكنية، وللتجارية 2500 ريال للمتر المربع، وهو نطاق سعري مرتفع ولا يمكن للراغبين في شراء قطعة بموقع مناسب بمساحة 400 متر مربع بأقل من 500 ألف ريال بعد أن كانت نفس المساحة تباع بأقل من 300 ألف ريال قبل عامين. وبدأت ملامح تأثير ارتفاع أسعار الأراضي في بعض المخططات، حيث لجأ بعض المواطنين إلى إضافة أدوار أخرى لمساكنهم لتوفير وحدات سكنية لأبناء العائلة بدلًا من البناء على أرض أخرى بهدف تقليص مصروفات البناء. وتشهد بعض المخططات السكنية المحيطة بالنطاق العمراني قيد البيع والتداول هذه الأيام إقبالًا من الأهالي لرغبة الكثيرين في الحصول على أراضٍ بضواحي المدينة للاستفادة من التوسع الملحوظ الذي تشهده الباحة في ظل المشروعات التنموية المستمرة التي تشهدها. ويقول عبدالله الكناني: إن حركة السوق العقاري سجلت خلال الأيام القليلة الماضية نشاطًا ملحوظًا لعدد من العقاريين ورجال الأعمال والمستثمرين الذين توجهوا إلى العقيق وتحديدًا صوب الأراضي الواقعة على امتداد طريق العقيق - الرياض والمواقع القريبة من جامعة الباحة من مخطط جفن والتي تبعد عن مدينة الباحة 45 كيلو مترًا.. حيث ساهمت تلك التحركات في انتعاش حركة البيع والشراء، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وبنسب تتراوح بين 40 و70 في المائة في أقل من شهرين. وينتقد المواطن مساعد الزهراني تلك التغيرات السريعة التي تشهدها أسعار الأراضي، مشيرًا إلى أن السعر وصل إلى مستويات مرتفعة جدًا، مما يجعل شريحة عريضة من المواطنين يقعون تحت ضغط عدم قدرتهم على شراء الأرض المناسبة في ظل هذا الارتفاع. ويشير متعاملون في بيع الأراضي بالمنطقة إلى أن سعر المتر المربع الواحد فيها تجاوز 1000 ريال بعد أن كان قبل عامين لا يتجاوز 500 ريال، ويبين أصحاب مكاتب عقارية أن محافظة المخواة وبلجرشي والعقيق يوجد بها حركة نشطة للإعمار والاستثمار مثل إقامة مشروعات ضخمة، كان لها أثرها في الارتفاع وزيادة الأسعار، وهو ما أدّى بدوره إلى حدوث تلك الطفرة والانتعاش وارتفاع أسعار الأراضي. ويقول علي ناصر الغامدي “صاحب مكتب عقار”: إن أسعار الأراضي في ارتفاع لم تشهده المنطقة من قبل، إذ إن هناك إقبالًا على شراء الأراضي وخصوصًا محافظة العقيق، التي تشهد نهضة تنموية، كما أن الباحة تشهد هجرة عكسية أثّرت على ارتفاع الأسعار، وكذلك وجود استثمار في المنطقة خلال الشهرين الماضيين ووجود الجامعة، إذ ارتفعت أسعار الأراضي التجارية الاستثمارية من 1000 ريال إلى 2500 ريال للمتر. عبدالله الغامدي «صاحب المكتب العقاري» يقول: إن الاتجاهات المفضلة للمستأجرين من المواطنين هي وسط مدينة الباحة وفي بعض المخططات القريبة من المدينة، فالكثير منهم يفضل الأدوار والشقق ذات المدخل الخاص. من جانبه أكد المتحدث الرسمي للغرفة التجارية والصناعية بمنطقة الباحة علي الرفيدي أن هناك ارتفاع في أسعار العقار بمنطقة الباحة، وهي ثورة ما بعد الأسهم، فالكثير خسروا في الاسهم وأرادوا أن يعوضوا تلك الخسائر في العقار. مشيرا إلى أن أكثر عمليات الشراء هي لعملية التخزين، لتعويض خسائر الأسهم بعد ارتفاع أسعار الأراضي. وأضاف: من الملاحظ ان هناك مبالغة في ارتفاع اسعار العقار بالباحة، وتلك الارتفاعات نتيجة ترويج أصحاب مكاتب العقارات للشائعات للاستفادة من بيع ما لديهم، وتحريك السوق وزيادة نسب بيع الأراضي.