مذ كنت صغيرا يطلبون منك عدم لمس وجه اختك او اخيك الرضيع ..عدم الإقتراب من حاجيات والدك.. ..عدم عناق أمك فقد أصبحت رجلاً فى المدرسه تتعلم كل النظريات وتحفظ كل التعاريف ولكن فقط على الورق , بحجة إن مواد المختبرات باهظة الثمن وإن جربت فإن تجربة تشريح الأرنب الغلبان وتجربة استخراج ثانى اكسيد الكربون تبقيان على رأس قائمة التجارب المتداولة مدرسيا ً, ومع هذا تبقى مجرد شاهد لايحق لك اللمس لا يحق لك الخطأ ..فالأستاذ هو من يقوم بكل شىء على المستوى الشخصى يجب ان تنمو ابناً رضياً لأسرة ترفض ان تستوعب أنك بشر وإنك قد تكرر أخطاء أبيك وعمك فينجحون بإيهامك مجازا بأنك قديس منزه عن الشبهات فلا تعد تشبه حتى نفسك عقائديا صوروا لك النار ومقعدك محجوز فيها مسبقًا , فكانت مخافة الله فوبيا متمثلة دائما بالنار حرمتك من التمتع برحمة الله التى وسعت كل شىء , والأخص حرمتك من عظمة الإنحناء امام ضعف الاخرين والنتيجة تقف فجأة فى منتصف العمر شاعرا بخواء داخلى ونهم للآثام , تجذبك الأخطاء لتكون الحارس الأمين على بشرًيتك لتصهرك وتخرجك بعدها رجلا رشيدا لا تخطىءالحكمة ان صادفتها بدلا لملازمتك صفة ( مراهق كبير) طوال عمرك كل العلوم والمفكرين وصلوا الى تجاربهم بعد مئات والاف التجارب الخاطئة..نيوتن سقطت على رأسه التفاحة مرة ثم اسقطها هو الاف المرات ليوصلك لقانون الجاذبية ..انشتاين ضرب بالنرد مئات المرات ليقول لنا ان الكون لم يخلق بضربة حظ بل ان هناك خالقا وضع قانونا لكل شىء ..ابن فرناس سقط اكثر من المرة الألف ليجعلك بعدها تطير معه من غير جناحين ..اكثر العلماء علما ًومعرفة بالله انغمسوا بفترة الحاد صهرتهم ليكونوا لنا بعد ذلك نبراسا ينيرون لنا دروب معرفتنا بالخالق ..ولو رجعنا بذاكرتنا مليا ً لوجدنا ان اكثر الدروس تأثيرا وفائدة تلك التى مرت بنا بتجارب كثيرة (خاطئة ).. ان اكثر التجارب عمقاً بالفائدة تلك التى صنعناها (ولمسناها ) بأيدينا ان أكثر الذنوب مغفرة تلك التى لحقها توبة نصوحة, وخير الخطائين التوابون . ختاما - من المعروف ان اكثرالمذنبين محبة الى الله اولئك الذين يسمع الله أنين توبتهم فى هجيع الليل فهم احب اليه من انين العابدين الذاكرين , فلم لا نعلم ابناءنا بعد اليوم ..اذاستتعلمون من أخطائكم..فالخطأ مسموح ...اذاستتعلمون من تجاربكم...فاللمس مسموح