اطلعت وليتني لم أطّلع على سوءة مقال من ادعى أنه أبو محمد عبدالله بن محمد القحطاني ونشرها في مجموعة عبدالعزيز قاسم الإنترنتية وهو من مدعي السلفية وأنهم هم الفرقة الناجية من النار، وعموماً كلنا سلفيون لأن لكل مرجعه من السلف الصالح، وسوء المقال يظهر من عنوانه ولا أود الخوض في مهاترات رخيصة وكلام مبذول وقد عنون مقاله ب « الحركيون وحدث وفاة الصوفي محمد عبده يماني» وما نشرها عبدالعزيز قاسم في مجموعته إلا من أجل الإثارة. وقد قال عقلاء العلماء في الصوفية وحسّنوا عباداتهم وقالوا هم من أهل السنّة والجماعة وأما الخارجون عن نهجها المستقيم فهم كالخارجين عن أي نهج قويم وهؤلاء الإرهابيون خرجوا وقتلوا ودمروا وروعوا باسم الإسلام والسلفية وباسم أهل السنّة والجماعة وادعوا كغيرهم أنهم الفِرق الناجية ولا مجال لتفصيل الحديث الشريف في هذا المقام والمقال. ويكفينا فُرقة وتُأجيجا لتلك الفُرقة التي تزداد سعيراً بأقلام غير مسؤولة وبمواقع وفضائيات مرتزقة، وتلك الفُرقة والخلافات سبب تأخر المسلمين ومكوثهم في الحضيض. ومما يحزنك أنك تجد جميع مظاهر الإسلام والتسامح ورقي الأخلاق عند الغرب الذي ينقصه نطق الشهادتين، واتحدوا باختلاف أجناسهم من أجل تحقيق أهدافهم القومية والوطنية والاستراتيجية ونحن لم نُحقق الهدف من خلقنا ألا وهو العبادة الحق لله سبحانه وتعالى وعمارة الأرض والتآخي والتسامح والتكامل. المجمعات الفقهية والعلماء الربانيون يدعون إلى وحدة الصف ومليكنا يدعو حتى إلى حوار الأديان باختلافها وفوق ذلك تظهر علينا من حين إلى حين شرذمة تُبدع وتفسق وتناور وتحتال من أجل ترسيخ الفكر من أجل الإرهاب الفكري وتدافع وتنافح عنه ويدعون الصلاح والوطنية والتقوى، وهم أصحاب الجنة وغيرهم من نزلاء الجحيم. يتطلع العالم الإسلامي أجمع والأفراد المسلمون كافة إلى إعادة مجدهم وأرضهم المسلوبين بسبب ضعف المسلمين ولن يكون ذلك إلا بتجاوز الخلافات « التي لا تُخرج من الملّة بل هي في مسائل فقهية جاز فيها الاختلاف، والتعايش مع بعضهم البعض وترك الفُرقة التي لن تخدم إلا أعداء الإسلام وها هي فلسطين منهوبة وحقوق شعبها مسلوبة والمسلمون يتناحرون على أرضها وأرض غيرها بالسلاح وبالرأي الواحد والتّعنت له. متى نفيق ونستفيق ؟! التبشير على قدمٍ وساق يعمل ويفعل فعاله وأفعاله في القارة السمراء ونحن المسلمين نتناحر ونزداد فُرقة . وندّعي جميعاً مخافة الله . والكل لا يعرف أين هي ؟! وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه فاكس 6286871 ص، ب 11750 جدة 21463 [email protected]