كانت حياة معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني حافلة بأعمال الخير وبالعطاءات الثقافية إلى جانب تخصصه العلمي في الجيولوجيا الاقتصادية. لقد فتح التخصص العلمي المجال أمامه للبحث والتوثيق والتحدث بلغة ملايين السنين عن أحداث طبيعية على كوكب الأرض وظهور كواكب أخرى لا حصر لها في كون الله الواسع. اختار الخالق الكريم كوكب الأرض ليكون سكنا للإنسان. والسؤال الذي يتبادر لأولى الألباب: من يقطن الأراضين الأخرى في هذا الكون؟ وكيف نعرفها؟ وما هي الوسائل للتواصل معها؟ مثل هذه الأسئلة تناولها الدكتور محمد عبده يماني في بعض مؤلفاته ومحاضراته بمنهج إيماني. في محاضرة ألقاها في دولة البحرين (عكاظ 11 شوال 1412ه) أشار إلى (دلائل قرآنية توحي بحياة أخرى في هذا الكون) وأن (ظاهرة الأطباق الطائرة الدليل الملموس لوجود حياة أخرى) على كواكب غير التي على كوكبنا الأرض. وتطرق إلى هذه الظاهرة الكونية في مقابلة تلفازية مع محطة إقرأ الفضائية، ثم أعيد بث المقابلة من نفس المحطة بعد عصر يوم الثلاثاء 3 ذي الحجة 1431ه أي بعد يوم من انتقاله إلى دار الخلود. ومن مؤلفاته كتاب بعنوان (الأطباق الطائرة حقيقة أم خيال؟) أورد فيه آيات من القرآن الكريم يستعين بها وغيره للتدليل على وجود مخلوقات على كواكب أخرى في كون الله الواسع. وعلى البشر أن يسعوا بالطرق العلمية والوسائل التقنية للوصول إلى أدلة حسية بوجود كائنات حية خارج كوكب الأرض. فشمسنا التي تشرق علينا كل صباح “ليست سوى نقطة بسيطة بالنسبة لملايين الشموس التي تتكون منها المجرة التي نتبعها” أي المجرة المعروفة منذ عهد العلماء الأسلاف باسم درب التبانة. وما هذه المجرة “سوى وحدة بسيطة بالنسبة لملايين المجرات المبعثرة في أرجاء الفضاء الكوني على شكل جزر كونية شاسعة الأبعاد والأحجام والمدارات تحكمها جميعا، وحدة التكوين وتضبط حركتها وحدة الخلق، وفوق هذا كله وحدانية الخالق العظيم”. من الأدلة الواقعية التي حدثت في بلاد العرب، ناهيك عن الكثير خارجها، عن وجود مخلوقات تحرك الأطباق الطائرة ما نشر في كتاب الأستاذ سهيل ديب عن ذلك الجسم الأسطواني الذي شوهد بجوار محطة لضخ النفط في قرية أم العيش التي تبعد عن مدينة الكويت بحوالى خمسين كيلو مترا. لقد شوهد هذا الهيكل الغريب من قبل فرقة للصيانة ذهبت للمحطة بعد توقفها عن العمل. وعندما اقتربت الفرقة من المحطة بالسيارة توقفت السيارة أيضاً عن التحرك وبعد دقائق من الذهول من قبل أفراد الصيانة شاهدوا ذلك الهيكل الأسطواني المجهول يرتفع عن الأرض بدون صوت ويختفي خلف الأفق بسرعة عالية. وبعد ذلك عادت المحطة للضخ وعاد محرك السيارة يشتغل وكأن شيئا لم يحدث إطلاقاً. ما أورده الأستاذ سهيل ديب في كتابه “أسرار الصحون الطائرة” هو نقل عن وكالات الأنباء في عام 1403ه (1983م) أي بعد ثلاثة أعوام من نشر كتاب الدكتور محمد عبده يماني الذي أكد فيه أن أخبار الأطباق الطائرة لن تتوقف قط، ولسوف تظل تطل علينا من خلال صفحات الصحف والكتب ومن خلال أجهزة الإعلام المتعددة ويؤكد أن ليس من العقل في شيء أن ندعي أننا وحدنا سكان هذا الكون الواسع وأننا بحاجة لأولي الألباب العلمية التي تبحث وتدقق وتستنج عن وجود حياة على كواكب، وهذا يحقق معجزة علمية أخرى من معجزات القرآن الكريم. تسعى البحوث والاستكشافات الفلكية المعاصرة في البحث عن كواكب حول شموس أخرى، أي خارج مجموعتنا الشمسية المعروفة، ففي عدد نوفمبر 2010م (ذي القعدة - ذي الحجة 1431ه) لمجلة الفلك الأمريكية نشر بحث عن اكتشاف خمسة كواكب حول شموسها في مجرة درب التبانة وذلك من قبل آلية مسح فضائية أمريكية أطلقت في 9 ربيع الأول 1430ه وأظهرت بعض النتائج العلمية أن أربعة من الكواكب المكتشفة تفوق أحجامها حجم كوكب المشتري المعروف في مجموعتنا الشمسية وتتراوح أقطار تلك الكواكب ما بين 16.5 إلى 14.8 ضعف قطر كوكب الأرض، أما الكوكب الخامس فيبلغ قطره أربعة أضعاف قطر كوكبنا الأرضي. من المتوقع من آلية المسح الفضائية استطلاع حوالى 170.000 (مئة وسبعين ألف) شمس وما حولها من كواكب خلال ثلاث سنوات ونصف من مهمتها الفضائية الاستكشافية ويتوقع العلماء اكتشاف كواكب بحجم كوكب الأرض حول الشموس والمجرة التي يعيش فيها الإنسان. فهل سيكون على أحد تلك الكواكب كائنات حية؟ ربما ستجيب عليه نتائج المسح الفضائي لتلك الشموس وما يدور حولها من كواكب. رحم الله الدكتور محمد عبده يماني الذي كان من نوادر الكتاب لدينا الذين يحركون العقول للتفكر في كون الله الواسع الذي فيه ملايين المجرات السابحة في الفضاء الكوني، والملايين من الشموس في كل مجرة ناهيك عن مليارات الكواكب السيارة في كون الله الخالق، هذا الكون الذي يسكنه الإنسان وغيره من سكان.